في تطور مأساوي يهز الضمير الإنساني، تغرق عدن، لؤلؤة البحر العربي، في ظلام دامس 6 ساعات مقابل ساعتين ضوء فقط، تاركة مليون ومائتا ألف إنسان يعيشون كارثة حقيقية. الساعة 1:25 فجراً والكهرباء مقطوعة، والأطفال ينتحبون في العتمة بينما الأجهزة الطبية تتوقف عن العمل.
في مشهد يحبس الأنفاس، تحولت شوارع عدن إلى متاهة من الظلام تضيئها فقط أضواء الهواتف المحمولة كشموع صغيرة يائسة. فاطمة أحمد، أم لطفل مريض يحتاج جهاز أكسجين، تروي معاناتها: “أراقب طفلي ينازع الموت كلما انقطعت الكهرباء، والمولد الصغير لا يكفي لتشغيل الجهاز 6 ساعات متواصلة”. هذا الوضع الكارثي يهدد حياة آلاف المرضى عبر المدينة التي كانت يوماً رمزاً للازدهار.
قد يعجبك أيضا :
الخراب الذي يضرب عدن اليوم لم يأت من فراغ، بل هو نتاج تدهور تدريجي مستمر منذ اندلاع الحرب في 2014. المدينة التي كانت تتمتع بكهرباء مستقرة 24 ساعة يومياً، أصبحت أسوأ حالاً من فترات الاحتلال البريطاني. د. عبدالله النقيب، خبير الطاقة، يحذر بقوله: “نقص الوقود وتآكل المعدات حوّل شبكة الكهرباء إلى خراب، والوضع قد يسوء أكثر مع دخول الشتاء”.
المأساة الحقيقية تكمن في تفاصيل الحياة اليومية التي تحولت إلى معركة يومية للبقاء. أحمد سالم، صاحب مخبز، يفقد 70% من إنتاجه بسبب الانقطاع، بينما العائلات تعتمد على الشموع والطبخ بالحطب. المستشفيات تعمل على مولدات متهالكة تنبعث منها أصوات صاخبة ورائحة وقود محروق تملأ الأجواء. هذا الوضع ينذر بكارثة إنسانية قد تؤدي لنزوح جماعي وانهيار اقتصادي كامل.
قد يعجبك أيضا :
عدن تعيش على حافة الهاوية، ومليون ومائتا ألف إنسان ينتظرون المعجزة في ظلام دامس يبتلع أحلامهم. بدون تدخل دولي عاجل لإصلاح شبكة الكهرباء وضخ الوقود اللازم، قد تتحول المدينة التاريخية إلى مدينة أشباح. السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: كم من الوقت يمكن لمدينة بأكملها أن تصمد في هذا الظلام القاتل؟
