في تطور مناخي نادر يشهده سكان عدن، تحولت سماء المدينة إلى بحر من السحب الرمادية الكثيفة التي غطت معظم أرجائها، مما يبشر بانتعاش مؤقت من لهيب الشمس الحارقة التي لازمت المدينة لأسابيع طويلة. ساعات معدودة فقط تفصل العدنيين عن أمطار قد تغير وجه يومهم بالكامل.
تصاعدت السحب الركامية بكثافة ملحوظة فوق عدة مديريات في المدينة، وسط توقعات خبراء الأرصاد بهطول أمطار متفرقة بشدة متفاوتة خلال الساعات القادمة. “نشهد تغيراً جذرياً في الضغط الجوي يبشر بانكسار موجة الحر القاسية” يؤكد د. علي الجوفي، خبير الأرصاد الجوية، بينما تروي فاطمة أحمد، ربة منزل من كريتر: “أطفالي يلعبون في الشرفة لأول مرة منذ أسابيع، الهواء أصبح منعشاً والحرارة تراجعت بشكل واضح.”
قد يعجبك أيضا :
هذه الظاهرة الجوية النادرة في مدينة عدن الساحلية تُذكر بموجات مطرية مشابهة شهدتها المدينة في مواسم سابقة، حيث يساهم الموقع الجغرافي الاستراتيجي للمدينة على ساحل بحر العرب في تشكل مثل هذه التيارات الهوائية الموسمية. الخبراء يربطون هذا التطور بتغيرات الضغط الجوي الطبيعية، مؤكدين أن مثل هذه الأحوال الجوية تحدث بصورة متقطعة في المناطق الاستوائية الصحراوية.
وسط هذا التحول المناخي المفاجئ، يعيش سكان عدن حالة من الترقب المختلط بين الفرح والقلق. سالم باحميد، مواطن عدني، يصف المشهد قائلاً: “السحب تغطي السماء كبطانية رمادية عملاقة، والهواء يحمل رائحة المطر المنعشة.” لكن محمد العدني، سائق تاكسي، يعبر عن قلقه: “أخشى من تراكم المياه في الطرقات الذي قد يعطل حركة المرور ويؤثر على رزقي اليومي.” وتشير التوقعات إلى أن هذه النعمة المناخية ستكون مؤقتة، مما يدفع المواطنين لاستغلال هذه الفرصة الذهبية قدر الإمكان.
قد يعجبك أيضا :
مع استمرار تكثف السحب الركامية، تدعو الجهات المختصة المواطنين لضرورة توخي الحذر الشديد أثناء التنقل وتجنب الطرقات المعرضة لتجمعات المياه، مع متابعة مستمرة للنشرات الجوية الصادرة عن مراكز الأرصاد. هذه اللحظات النادرة من الانتعاش الطبيعي تطرح سؤالاً مهماً: هل سيتمكن أهل عدن من الاستفادة القصوى من هذه المكافأة الطبيعية قبل عودة قيظ الصيف الحارق مرة أخرى؟