في لحظة تاريخية لم يشهدها الأردن منذ 37 عاماً، وصل 3 أفراد من العائلة المالكة شخصياً إلى ستاد البيت لدعم النشامى في أهم مباراة منذ عقود. 90 دقيقة فقط تفصل الأردن عن كتابة التاريخ أو العودة بخفي حنين، في مواجهة نارية ستحدد مصير جيل كامل من اللاعبين والمشجعين الذين انتظروا هذه اللحظة الذهبية طويلاً.
وسط أجواء ملحمية تشهدها مدينة الخور القطرية، حضر سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، برفقة الأمير هاشم والأميرة سلمى، لتشجيع 11 محارباً يحملون أحلام 10 ملايين أردني. “هذه اللحظة التي انتظرناها طويلاً” قال مصدر في الاتحاد الأردني، بينما اطمأن ولي العهد على يزن النعيمات، الحارس الموهوب البالغ 26 عاماً والذي حُرم من اللحظة الذهبية بسبب إصابة قاسية في الرباط الصليبي. شوارع عمان تتوقف، القلوب تخفق بقوة، والآمال معلقة على أقدام المحاربين الذين يرتدون الأبيض الأردني.
قد يعجبك أيضا :
هذا المشوار الاستثنائي الذي بدأ من التصفيات وصل لنصف النهائي بعرق وكفاح، يعكس تطور كرة القدم الأردنية والاستثمار الحقيقي في الشباب والدعم الملكي المستمر. مثل معركة اليرموك، يستعد النشامى لكتابة التاريخ مرة أخرى. آخر إنجاز كبير كان في الثمانينات، وهذا الجيل يريد كسر الحاجز أخيراً. “الأردن قادر على المفاجأة إذا لعب بذكاء وصبر” يؤكد خبراء كرة القدم، بينما يستعد جمال سلامي المدرب الذي قاد النشامى لأبعد نقطة في تاريخهم الحديث لخوض أهم 90 دقيقة في حياته المهنية.
في هذه الأثناء، تشهد المقاهي الشعبية في عمان امتلاءً كاملاً، والأسر الأردنية تتجمع أمام الشاشات لمتابعة هذا الحدث التاريخي. أحمد المشجع، 35 عاماً، يقول بصوت مختنق بالعاطفة: “انتظرت طوال حياتي لأرى الأردن في نصف نهائي عربي”. هذه فرصة ذهبية لرفع معنويات الشعب وتشجيع الشباب على ممارسة الرياضة، لكنها أيضاً فرصة قد لا تتكرر قريباً ويجب استغلالها. بين تفاؤل حذر من البعض وثقة مطلقة من آخرين، تستعد الأمة الأردنية لليلة لن تُنسى.
قد يعجبك أيضا :
في مباراة تاريخية بدعم ملكي استثنائي، يقف النشامى على أعتاب كتابة تاريخ جديد أو العودة بدروس ثمينة للمستقبل. الحلم الأردني كبير كجبال رم، والعزيمة صلبة كقلعة عجلون، والطموح ينطلق بقوة رياح الخماسين نحو النهائي. هل سيكتب النشامى التاريخ الليلة في مواجهة الأخضر السعودي، أم ستبقى الأحلام مجرد أحلام تنتظر جيلاً آخر؟
