في تطور صاعق هز أوساط الخبراء العسكريين، دخلت السعودية رسمياً سوق الصناعات البحرية الدفاعية بقيمة 35 مليار دولار، مع تعويم أول سفينة حربية متطورة من الجيل الجديد في تاريخ المملكة. للمرة الأولى منذ 70 عاماً، تطفو سفينة حربية سعودية الصنع تحمل أحدث التقنيات القتالية على سطح المياه، في لحظة تاريخية قد تعيد رسم خريطة القوى البحرية بالمنطقة بأكملها.
شهدت ولاية ويسكونسن الأمريكية مراسم تعويم سفينة “جلالة الملك سعود”، الأولى من أربع سفن قتالية ضمن مشروع “طويق” الاستراتيجي، بحضور الفريق الركن محمد الغريبي رئيس أركان القوات البحرية وكبار المسؤولين من شركتي “لوكهيد مارتن” و”فينكانتيري”. “هذا المشروع يعكس توجه المملكة نحو بناء قوة بحرية حديثة واحترافية”، قال الغريبي وهو يراقب السفينة الضخمة – بحجم ملعبين كاملين لكرة القدم – وهي تنزلق إلى المياه وسط أصداء التصفيق. المهندسة سارة العتيبي، 32 عاماً، التي شاركت في تصميم السفينة، تصف اللحظة: “شعرت وكأنني أشاهد حلم جيل كامل يتحقق أمام عيني.”
قد يعجبك أيضا :
يأتي مشروع طويق كاستجابة حاسمة لتصاعد التهديدات البحرية في منطقة تمر عبرها 40% من تجارة النفط العالمية. منذ بناء أول سفن الملك عبدالعزيز في الخمسينيات، لم تشهد السعودية مشروعاً بحرياً بهذا الطموح التقني والاستراتيجي. د. عبدالله المريخي، خبير الشؤون البحرية، يؤكد أن “مشروع طويق سيغير موازين القوى البحرية في الخليج خلال العقد القادم”، مشيراً إلى أن السفن الجديدة مزودة بمنظومات قتالية متطورة تشبه “عاصفة رعدية يمكنها ضرب أهداف على بعد مئات الكيلومترات.”
على شواطئ القطيف، أحمد الصياد البالغ من العمر 45 عاماً والذي فقد قاربه العام الماضي بسبب التهديدات البحرية، يتابع الأخبار بترقب كبير. “أخيراً سنتمكن من العودة للبحر دون خوف”، يقول وهو ينظر لصور السفينة الجديدة. المشروع لا يقتصر على بناء السفن فحسب، بل يشمل تطوير قاعدة الملك عبدالعزيز البحرية في الجبيل وإنشاء مرافق متقدمة للصيانة والتدريب، ما سيخلق آلاف الوظائف المتخصصة ويعزز اقتصاد المناطق الساحلية. خالد الحربي، الضابط البحري الشاب الذي حضر المراسم، يصف الحدث: “كانت لحظة تاريخية ملهمة لجيل جديد من البحارة السعوديين.”
قد يعجبك أيضا :
مع تعويم هذه السفينة الأولى، تكون السعودية قد دخلت رسمياً نادي القوى البحرية المتقدمة، في خطوة تجسد أهداف رؤية 2030 لتوطين الصناعات العسكرية. بحلول اكتمال المشروع، ستمتلك المملكة قوة بحرية قادرة على حماية 2700 كيلومتر من سواحلها الاستراتيجية وتأمين الممرات المائية الحيوية. السؤال الآن: هل ستفتح سفن طويق عصراً جديداً من الأمن البحري الإقليمي، أم أنها ستشعل سباق تسلح بحري لا يمكن إيقافه؟
