في تطور صادم هز الشارع اليمني، سجلت أسعار صرف العملات فجوة تاريخية بلغت 1083 ريال يمني للدولار الواحد بين عدن وصنعاء – رقم يعادل راتب موظف حكومي لمدة شهر كامل. هذا التباين المدمر الذي يصل إلى 203% يضع اليمن على أعتاب انقسام اقتصادي كامل لم تشهده البلاد منذ عقود.
صباح السبت، شهدت محلات الصرافة في عدن وصنعاء مشاهد درامية حيث بلغ سعر الدولار الأمريكي 1618-1633 ريال يمني في عدن مقابل 535-540 ريال في صنعاء. أم محمد، معلمة من صنعاء براتب 80 ألف ريال، تروي صدمتها: “اكتشفت أن راتبي يساوي 150 دولار في صنعاء، لكن لو انتقلت لعدن سيصبح 50 دولار فقط!” فيما استطاع أحمد التاجر مضاعفة رأس ماله خلال شهر واحد من خلال شراء العملة من صنعاء وبيعها في عدن.
قد يعجبك أيضا :
الأزمة التي تفاقمت منذ انقسام البنك المركزي عام 2016، تشبه إلى حد كبير ما شهدته ألمانيا بعد الحرب العالمية حيث اختلفت قيمة العملة من منطقة لأخرى. د. علي الوصابي، خبير اقتصادي، يحذر قائلاً: “هذا التباين ينذر بانهيار اقتصادي وشيك يشبه الانهيار الجليدي – يبدأ بطيئاً ثم يدمر كل شيء.” السيطرة الحوثية على البنك المركزي في صنعاء مقابل البنك الحكومي في عدن خلقت اقتصادين منفصلين عملياً داخل الوطن الواحد.
التأثير المدمر يمتد للحياة اليومية حيث تحتاج الأسرة اليمنية في صنعاء 1600 ريال لشراء كيلو لحم، بينما تحتاج 4800 ريال للكمية نفسها في عدن. خالد، الذي سافر من صنعاء لعدن ومعه 100 دولار، صُدم عندما اكتشف أن قيمتها انخفضت للثلث فجأة. الخبراء يتوقعون موجة نزوح جديدة من صنعاء باتجاه عدن، بينما يحذرون من فقدان كامل لثقة المواطنين في العملة المحلية.
قد يعجبك أيضا :
مع استمرار الصمت الحكومي وتفاقم الغضب الشعبي، تقف اليمن على مفترق طرق اقتصادي خطير. الفجوة البالغة 200% تعكس انقساماً عميقاً ينذر بتقسيم البلاد فعلياً إلى منطقتين نقديتين منفصلتين. الوقت ينفد أمام صناع القرار لمنع كارثة اقتصادية شاملة قد تدفع بملايين اليمنيين نحو المجهول. السؤال المصيري: هل سيصمد الريال اليمني أمام هذا الانهيار، أم أن البلاد تدخل حقبة جديدة من الفوضى الاقتصادية الكاملة؟
