في تطور صادم يقلب موازين الترفيه في المنطقة، تستعد النجمة العالمية كاردي بي لإحياء حفل غنائي تاريخي في الرياض ضمن مهرجان “ساوندستورم”، حيث ستطأ قدماها أرض المملكة للمرة الأولى مرتدية الحجاب احتراماً للثقافة المحلية. الحدث الذي يجذب أنظار 87 مليون متابع حول العالم، يمثل زلزالاً ثقافياً حقيقياً في قلب الجزيرة العربية.
نشرت النجمة الأمريكية الحائزة على جائزة جرامي مقاطع فيديو عبر حسابها الرسمي على إنستجرام، ظهرت خلالها مرتدية فستاناً أسود وحجاباً وكتبت: “مرحباً المملكة العربية السعودية”. المشهد الذي لم تشهده المنطقة من قبل أشعل وسائل التواصل الاجتماعي، حيث علق الآلاف من المعجبين العرب: “مجنونة، حلال، شيخة كاردي”. نورا الدوسري، طالبة جامعية من الرياض تبلغ 22 عاماً، تقول بحماس: “هذا حلم طفولتي أن أرى كاردي بي في بلدي، لم أصدق المنظر عندما رأيتها بالحجاب!”
قد يعجبك أيضا :
يأتي هذا الحدث الاستثنائي ضمن رؤية 2030 الطموحة التي تهدف لتحويل المملكة إلى مركز ترفيهي عالمي، في تطور يذكرنا بدخول الإذاعة للمملكة في الخمسينات والضجة التي أحدثتها آنذاك. د. فيصل الشمري، الخبير الاقتصادي، يتوقع أن تحقق موسم الترفيه عوائد تفوق 500 مليون ريال، مؤكداً أن قطاع الترفيه شهد نمواً بنسبة 400% منذ 2017. الحفل الذي يقام ضمن أكبر مهرجان موسيقي في المنطقة، يمثل خطوة جريئة نحو كسر الحواجز الثقافية التقليدية.
لكن التأثير لا يقتصر على الأرقام الاقتصادية، بل يمتد لتغيير جذري في أولويات الحياة اليومية للمجتمع السعودي. تذاكر الحفل التي تصل أسعارها إلى 2000 ريال – أكثر من راتب شهري لبعض العمال – تنفد كالماء في الصحراء، بينما تتصاعد النقاشات العائلية بين الأجيال حول هذا التحول الثقافي. سارة العتيبي، أم لثلاثة أطفال من جدة، تعبر عن قلقها قائلة: “أخشى على قيم أبنائي من تأثير هذه الحفلات، نحن نعيش تغييراً سريعاً جداً.” في المقابل، يرى أحمد المطيري، منظم الفعاليات من الرياض، فرصة ذهبية: “حققنا نجاحاً باهراً من تنظيم حفلات مماثلة، والمستقبل واعد في هذا المجال.”
قد يعجبك أيضا :
مع اقتراب موعد الحفل، تقف المملكة على مفترق طرق تاريخي بين المحافظة على الهوية الأصيلة واحتضان التطور العالمي. انتشار جدل “شيخة كاردي” كانتشار النار في الهشيم عبر كل منصة رقمية، يطرح سؤالاً جوهرياً: هل ستصمد الهوية التقليدية أمام إعصار العولمة الثقافية، أم سنشهد ولادة هوية سعودية جديدة تمزج بين الأصالة والمعاصرة؟ الإجابة ستكتبها الأيام القادمة على أرض الواقع.
