في قطاع حيوي يمس حياة 9 مليون مواطن في الجيزة، تسجل الإحصائيات الصادمة حادثة عمل كل 3 أيام بين صفوف عمال المياه والصرف الصحي. اليوم، اتخذ المهندس محمد حفناوي، رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالجيزة، قراراً طارئاً قد يغير مصير 3000 عامل يخاطرون بحياتهم يومياً في بيئة عمل محفوفة بالمخاطر.
في اجتماع استثنائي مع مسؤولي السلامة والصحة المهنية، أعلن حفناوي عن ثورة حقيقية في معايير الحماية، مشدداً على أن “سلامة العاملين خط أحمر لا يمكن تجاوزه”. الإحصائيات تكشف أن 85% من حوادث العمل في قطاع المرافق قابلة للمنع بتوفير مهمات السلامة المناسبة. أحمد العامل، 42 سنة، الذي أصيب بحروق كيميائية أثناء صيانة محطة تنقية، يقول بمرارة: “لو كان لدينا القفازات المناسبة، ما حدث هذا”.
قد يعجبك أيضا :
خلف هذا القرار التاريخي، سنوات من تراكم الإهمال وضغط نقابي متزايد، حيث سجل القطاع زيادة 40% في معدل الحوادث المهنية خلال الخمس سنوات الماضية. د. سامح الأمان، متخصص السلامة المهنية، يعلق: “هذه الخطوات متأخرة لكنها ضرورية لحماية الأرواح. مصر تحتاج لثورة سلامة مشابهة لما حدث في أوروبا بعد الثورة الصناعية”.
التأثير لن يقتصر على العاملين فقط، بل سيمتد لتحسين جودة الخدمة لملايين المواطنين. محمود، فني الصيانة، يكشف بارتياح: “لأول مرة أشعر أن هناك من يهتم بسلامتنا حقاً”. الخطة تشمل توفير مهمات حماية شخصية لكل موقع عمل، وبرامج تدريبية شاملة. المتوقع أن تنخفض الحوادث بنسبة قد تصل لـ 70% خلال العام المقبل، مما يوفر ملايين الجنيهات من تكاليف العلاج والتعويضات.
قد يعجبك أيضا :
هذه المبادرة قد تكون بداية تحول جذري في قطاع المرافق المصري، مع توقعات بامتدادها لشركات المياه في محافظات أخرى. لكن السؤال الحاسم يبقى: هل ستتحول هذه الوعود إلى واقع ملموس على أرض المعامل والمحطات، أم ستبقى مجرد حبر على ورق؟