في تطور مفاجئ هز أسواق الذهب، سجل الجنيه الذهب رقماً قياسياً بلغ 46,240 جنيه – مبلغ يعادل راتب موظف حكومي لأربعة أشهر كاملة! بينما ينهار الذهب عالمياً بنسبة 0.09%، يقف السوق المصري صامداً كالطود، مسجلاً استقراراً مذهلاً عند نفس مستويات الأمس. الخبراء يحذرون: هذه قد تكون آخر فرصة للشراء قبل التقلبات المتوقعة نهاية الشهر.
استقرار صاعق وسط العاصفة العالمية – هكذا وصف أحمد الصواف، تاجر الذهب المخضرم من خان الخليلي، ما يحدث اليوم. عيار 21 ثابت عند 5,780 جنيه للجرام، رقم يكفي لشراء 50 كيلو أرز أو 20 كيلو لحمة، بينما عيار 24 يحلق عند 6,605 جنيه. “الأسعار مستقرة رغم التقلبات العالمية، لكن هذا الهدوء يشعرني بالقلق،” يقول الصواف وهو يراقب بريق الذهب تحت أضواء الفيترينات، فيما تتردد همهمات المساومة في أزقة السوق العريق.
قد يعجبك أيضا :
وراء هذا الاستقرار المفاجئ تقف عوامل محلية قوية تتحدى المنطق الاقتصادي العالمي. قوة السوق المصري واستقرار سعر الصرف يخلقان حاجزاً منيعاً أمام التقلبات الخارجية، في مشهد يذكرنا بأزمة 2008 عندما لجأ العالم للذهب كملاذ آمن. د. محمود الجمال، خبير المعادن النفيسة، يؤكد: “ما نشهده اليوم استثنائي، استقرار مماثل حدث في نوفمبر الماضي قبل ارتفاع كبير وصل لـ15%.”
لكن خلف أرقام الاستقرار تختبئ قصص إنسانية مؤثرة. سامية محمد من المنيا تحلم بشراء طقم ذهب لابنتها العروس، لكن سعر السبيكة 50 جرام البالغ 330,285 جنيه – بحجم قطعة الشيكولاتة – يساوي ثمن شقة في صعيد مصر. فاطمة علي من الإسكندرية قررت تأجيل شراء الشبكة، “كيف أشتري جراماً واحداً بسعر فاتورة الكهرباء الشهرية؟” تتساءل بحرقة، فيما يتردد صدى قلق مئات الأسر المصرية في نفس الموقف.
قد يعجبك أيضا :
هل هذا الهدوء ما قبل العاصفة، أم بداية استقرار حقيقي؟ السيناريوهات المحتملة تتراوح بين انخفاض مرتقب بـ5-10% مع اقتراب رأس السنة، وارتفاع صاعق بـ15% إذا ضربت أزمة اقتصادية عالمية جديدة. الخبراء ينصحون بالتريث والمتابعة اليومية، فالقرار الخاطئ قد يكلف آلاف الجنيهات في ظل سوق يشبه البركان الهادئ ظاهرياً، المتقد في الأعماق.