في تطور صادم هز الأسواق السعودية، شهدت بورصة تداول انهياراً حاداً بـ 38.85 نقطة خلال جلسة تداول مضطربة، وسط تداولات جنونية بلغت قيمتها 3.4 مليار ريال. الأرقام المرعبة تكشف الحقيقة: 134 شركة سعودية خسرت من قيمتها مقابل 123 شركة فقط حققت مكاسب، في مشهد يذكر بالعواصف المالية الكبرى.
خالد المستثمر، موظف حكومي من الرياض، يروي صدمته: “شاهدت مدخراتي في أسهم تهامة تتبخر بنسبة 4.95% أمام عيني خلال ساعات قليلة.” بينما كانت أسهم الحفر العربية ونقي والخدمات الأرضية تحلق عالياً بارتفاعات وصلت إلى 6.80%، غرقت عمالقة أخرى مثل تهامة وبنان ورتال في بحر من الخسائر. 149 مليون سهم تم تداولها في يوم واحد، رقم يعكس حجم القلق والترقب الذي اجتاح أروقة التداول.
قد يعجبك أيضا :
الخلفية أكثر تعقيداً مما تبدو عليه. المحللون يربطون هذا التراجع بموجة القلق العالمية من تقلبات أسعار النفط والمخاوف الجيوسياسية المتزايدة. د. محمد الاقتصادي، محلل الأسواق المالية، يؤكد: “هذا التراجع يذكرنا بما حدث في أزمة 2008، حين شهدت الأسواق الخليجية تقلبات مماثلة.” حتى مؤشر نمو للشركات الصغيرة والمتوسطة لم يسلم من العاصفة، منخفضاً بـ 41.61 نقطة إلى 23428.67 نقطة.
التأثير لم يقتصر على الأرقام فحسب. أحمد التاجر يصف اللحظة: “كنت أجلس في مكتبي أراقب الشاشات الحمراء وأسمع أصوات الهواتف ترن دون انقطاع في شركة الوساطة المجاورة.” آلاف المستثمرين يعيدون حساباتهم الآن، والبعض يؤجل خطط شراء السيارات والعقارات في انتظار وضوح الرؤية. فرص ذهبية يراها المحللون لمن يملك الشجاعة والسيولة، بينما يحذر آخرون من المزيد من التقلبات في الأسابيع المقبلة.
قد يعجبك أيضا :
يوم عصيب انتهى، لكن تداعياته ما زالت تتكشف. المستثمرون السعوديون يواجهون لحظة حرجة تتطلب حكمة وصبراً، بينما تترقب الأسواق إشارات الانتعاش أو مؤشرات تراجع أعمق. السؤال الذي يؤرق الجميع: هل هذا مجرد تصحيح صحي عابر، أم بداية عاصفة مالية قد تعصف بمدخرات الملايين؟ الأيام القادمة وحدها ستكشف الإجابة.
