في تطور مفاجئ هز صباح اليوم أكثر من نصف مليون أسرة في العاصمة الرياض، أعلنت إدارة التعليم قراراً عاجلاً بتحويل الدراسة الحضورية إلى التعليم عن بُعد ليوم الخميس، مؤثراً على 17 منطقة و500,000 طالب وطالبة في غضون ساعات قليلة فقط. المركز الوطني للأرصاد يحذر من ظروف جوية استثنائية قادمة، مما دفع المسؤولين لاتخاذ هذا القرار الاحترازي العاجل.
“حرصاً على سلامة الجميع“، هكذا بررت إدارة تعليم الرياض قرارها التاريخي الذي شمل مدينة الرياض و16 محافظة تابعة لها، بما في ذلك الدرعية، ثادق، حريملاء، ورماح. فاطمة الأحمدي، أم لطالبتين في المرحلة الابتدائية، تعبر عن ارتياحها قائلة: “كنت قلقة من الخروج في هذا الطقس، والحمد لله اتخذوا القرار المناسب“. التحول المفاجئ إلى منصة مدرستي والمنصات التعليمية المعتمدة يشمل جميع الهيئتين التعليمية والإدارية.
قد يعجبك أيضا :
هذا القرار العاجل يعكس مدى تطور النظام التعليمي السعودي منذ تجربة جائحة كورونا، حيث أصبحت المملكة رائدة في التحول الرقمي للتعليم. د. عبدالله الخالدي، خبير تقنيات التعليم، يؤكد: “هذا يظهر مرونة النظام التعليمي السعودي وقدرته على التكيف“. التقارير الواردة من المركز الوطني للأرصاد تشير إلى ظروف جوية قاسية متوقعة، مما جعل سلامة الطلاب والمعلمين أولوية قصوى لا تقبل المساومة.
في بيوت الرياض اليوم، تغيرت الأجواء تماماً. سارة محمد، طالبة ثانوي، تعبر عن مشاعرها قائلة: “أستطيع الآن الدراسة من البيت وأكون مع أسرتي في هذا الجو“. الشوارع التي اعتادت على صخب الحافلات المدرسية شهدت هدوءاً استثنائياً، بينما امتلأت البيوت بأصوات الدروس الافتراضية. هذا التحول يوفر للأسر وقتاً إضافياً ويقلل من التنقل في ظروف جوية صعبة، لكنه أيضاً يتطلب استعداداً تقنياً كاملاً لضمان استمرارية التعليم.
قد يعجبك أيضا :
القرار الذي اتخذته إدارة تعليم الرياض يضع المملكة مرة أخرى في مقدمة الدول التي تتعامل بحكمة مع الطوارئ. أحمد العتيبي، معلم رياضيات، يشيد بالاستعداد قائلاً: “منصة مدرستي أصبحت جاهزة للعمل في أي وقت، هذا إنجاز حقيقي“. مع تأكيد المسؤولين على ضرورة متابعة القنوات الرسمية لمعرفة أي مستجدات، يبقى السؤال: هل نشهد بداية حقبة جديدة من التعليم المرن في المملكة؟ الإجابة ستكشفها الأيام القادمة.
