في تطور ثوري يضع مصر في المقدمة عالمياً، أطلقت الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي أول دبلومة متخصصة في الموشن جرافيك بـ 105 ساعة تدريبية مكثفة، في خطوة تهدف لتحويل وجه الإعلام الحكومي المصري إلى الأبد. هذا البرنامج الاستثنائي، الذي يستهدف تدريب كوادر الإعلام والتوعية عبر الشركة القابضة وجميع شركاتها التابعة، يمثل نقلة نوعية في أساليب التواصل مع المواطنين عبر تقنيات عالمية حديثة.
يؤكد المهندس أحمد جابر شحاتة، القائم بأعمال رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة: “الاستثمار في العنصر البشري، لاسيما في مجالات الإعلام الرقمي، يُعد ركيزة أساسية لنجاح خطط التواصل مع المواطنين”. البرنامج التدريبي الشامل يغطي مهارات التصميم المتطورة، إنتاج الرسوم المتحركة، المونتاج، ومعالجة الصوت، وصولاً لمشروع تخرج تطبيقي يضمن امتلاك المتدربين منهجية عملية متكاملة. أحمد سعيد, مسؤول إعلام بشركة مياه الجيزة، يصف الدبلومة بأنها “فرصة ذهبية لإنتاج محتوى يؤثر حقاً في حياة المواطنين”.
قد يعجبك أيضا :
تأتي هذه المبادرة الرائدة في ظل التطور السريع لتقنيات الاتصال الرقمي، حيث أصبح المحتوى المرئي المتحرك ضرورة ملحة لضمان وصول رسائل التوعية بفعالية. الدكتور جلال بدر، المحاضر الرئيسي وخبير الموشن جرافيك من جامعة فاروس، يشير إلى أن البرنامج يستهدف “تبسيط الرسائل التوعوية وتحويلها إلى أفلام متحركة مؤثرة تناسب مختلف الفئات العمرية”. هذا التوجه يأتي استجابة لضعف تأثير الحملات التقليدية، خاصة في ظل هيمنة منصات التواصل الاجتماعي على اهتمام الجماهير، مما يتطلب أساليب جديدة قادرة على جذب الانتباه وترسيخ الرسائل التوعوية.
النتائج المتوقعة لهذه الثورة التدريبية تتجاوز مجرد تطوير مهارات الموظفين، لتشمل تحولاً جذرياً في تجربة المواطن المصري مع حملات التوعية الحكومية. فاطمة محمود, مديرة علاقات عامة بخبرة 15 سنة، تؤكد أن “هذا التدريب سيحدث نقلة نوعية في قدرتنا على إيصال رسائل ترشيد استهلاك المياه بطريقة شيقة وفعّالة”. المواطن العادي، مثل عم محمد السباك بالإسكندرية، يتطلع بشوق لرؤية “حملات توعية أكثر وضوحاً وجاذبية تساعده على فهم أهمية ترشيد المياه”. هذا التحول يحمل فرصاً ذهبية للعاملين في القطاع لتطوير مهارات عالية القيمة في سوق العمل، بينما يواجه تحدي ضمان التطبيق الفعلي للمهارات المكتسبة وتوفير الإمكانيات التقنية اللازمة.
قد يعجبك أيضا :
تمثل دبلومة الموشن جرافيك خطوة جوهرية في مسيرة تحديث الأجهزة الحكومية المصرية ومواكبة العصر الرقمي. بينما ينتظر الخبراء نتائج التطبيق العملي لهذا الاستثمار التدريبي الضخم، تبرز إمكانية تطبيق هذه التجربة الرائدة في قطاعات حكومية أخرى، مما قد يضع مصر في موقع الريادة الإقليمية في مجال الإعلام الحكومي الرقمي. السؤال الحاسم الآن: هل ستنجح مصر في تحويل هذا الاستثمار التدريبي الطموح إلى ثورة حقيقية تغيّر وجه التوعية الحكومية للأجيال القادمة؟
