في مشهد خيالي لم تشهده المملكة منذ سنوات، تدفقت 8 أودية جافة منذ عقود بالمياه في يوم واحد، محولة صحراء شقراء إلى لوحة فنية من الخضرة والحياة. موجة مطرية تاريخية ضربت محافظة شقراء و8 مراكز تابعة لها، في حدث وصفه الخبراء بـ”النعمة السماوية النادرة” التي تحدث مرة كل عقود.
سعد الشمري، مربي المواشي الذي يعيش في المنطقة منذ 40 عاماً، لا يزال في حالة ذهول: “لم أصدق عيني عندما رأيت وادي الخليف يتدفق مثل النهر”. المناظر الخيالية امتدت لتشمل أودية خُرُوب والريمة والمنحنى والوعراء والغويرة والخويش الشمالي ووادي المظلم، في مشهد وصفه الشهود بأنه “كأن الأرض تنبض بالحياة من جديد”.
قد يعجبك أيضا :
د. عبدالله النعيم، خبير الأرصاد الجوية، أكد أن هذه الأمطار تشبه الموجة المطرية الاستثنائية التي شهدتها المنطقة في الثمانينات الميلادية. الحالة الجوية النشطة التي أثرت على المنطقة نتجت عن تقابل كتل هوائية مداريّة مع تيارات باردة، مما خلق ظروفاً مثالية لتكون السحب الماطرة على مساحة تزيد عن آلاف الكيلومترات المربعة.
أبو محمد، المزارع الستيني، كاد يذرف الدموع وهو يشاهد أرضه الجافة منذ سنوات تكتسي بالأخضر: “هذا يوم عيد حقيقي، فواتير المياه التي كانت تكلفني آلاف الريالات شهرياً لن تعود مشكلة”. التوقعات تشير إلى توفير المزارعون مئات الآلاف من الريالات في تكاليف الري، بينما تستعد الثروة الحيوانية في المنطقة لأزهى فتراتها مع امتلاء المراعي بالعشب الأخضر.
قد يعجبك أيضا :
بينما يحتفل المزارعون بهذه النعمة السماوية، يبقى السؤال الأهم: هل ستكون أمطار شقراء الغزيرة بداية عصر ذهبي جديد للزراعة في قلب الصحراء، أم أن التحدي الحقيقي يكمن في إدارة هذه البركة بحكمة لضمان استدامتها للأجيال القادمة؟
