في تطور سياحي ثوري يهز المنطقة، تستعد جدة لافتتاح أول ملعب ثلجي تفاعلي على ساحل البحر الأحمر في 19 ديسمبر، محققة حلماً بدا مستحيلاً: تجربة شتوية كاملة وسط مناخ معتدل يبلغ 25 درجة مئوية. موقع “ترافل أند تور وورلد” العالمي يصف الحدث بـ”الثوري”، محذراً المسافرين من تفويت فرصة العمر لمشاهدة الثلوج تتلألأ تحت أشجار النخيل.
“ونتر وندرلاند جدة” ليس مجرد حديقة ألعاب، بل تحفة معمارية تضم حلبة تزلج للمبتدئين والمحترفين، وأنشطة ثلجية تفاعلية تحاكي الشتاء الكلاسيكي. تروي أم سارة، موظفة من الرياض تبلغ 35 عاماً: “كنا نسافر للخارج كل شتاء لنعيش تجربة الثلوج مع الأطفال، الآن أصبح لدينا هذا في جدة!” الأسواق الموسمية ستعرض الحرف اليدوية والهدايا، بينما تقدم مجموعة متنوعة من المطاعم والمقاهي خيارات تلبي الأذواق المحلية والدولية تحت أضواء متلألئة تشبه إلى حد كبير مشاهد الأفلام الشتوية السحرية.
قد يعجبك أيضا :
هذا الإنجاز لم يأتِ من فراغ، بل هو جزء من رؤية 2030 الطموحة التي تهدف لتحويل المملكة لوجهة سياحية عالمية. د. ليلى المطيري، خبيرة السياحة، تؤكد: “هذه المشاريع ترفع متوسط إنفاق السائح من 1200 إلى 2500 ريال في الزيارة الواحدة.” مثلما نجحت دبي في إنشاء تجربة التزلج الداخلي في الصحراء، تضيف جدة البُعد الساحلي الفريد الذي يجمع بين برودة الثلوج ونسمات البحر الأحمر. الخبراء يتوقعون زيادة 40% في الإشغال الفندقي خلال الموسم الأول.
التأثير سيتجاوز حدود الترفيه ليصل إلى صميم الحياة اليومية للعائلات السعودية. سعد العنزي، أب لثلاثة أطفال، يقول: “أطفالي لم يروا الثلوج من قبل، هذه فرصة ذهبية بدون سفر طويل.” ساعات المساء ستشهد عروضاً ضوئية وموسيقية تخلق أجواء احتفالية ساحرة بعد غروب الشمس، بينما تسمح مناطق اللعب التفاعلية للأطفال بالانخراط في ألعاب مستوحاة من الثلوج. مسؤولو السياحة يؤكدون أن التصميم يراعي سهولة الحركة ومناطق استراحة مظللة لتعزيز راحة جميع أفراد العائلة.
قد يعجبك أيضا :
“ونتر وندرلاند جدة” يمثل بداية تحول جذري في خريطة السياحة الخليجية، وضع المملكة كقطب شتوي جديد ينافس الوجهات العالمية. أحمد الغامدي، مطور مشاريع سياحية، يصرح: “هذا ما كنا نحلم به، مشاريع تحول السعودية لوجهة سياحية عالمية.” مع زيادة متوقعة في عائدات السياحة وطول فترة الإقامة، يصبح الحجز المبكر ضرورة حتمية. هل ستكون من أول من يجرب الثلوج على شاطئ البحر الأحمر، أم ستتركها فرصة لا تتكرر تفوتك إلى الأبد؟