في تطور مفاجئ يهز أسس مشروع القرن في السعودية، كشفت مصادر موثوقة عن تأخيرات مبكرة خطيرة تهدد استعدادات المملكة لاستضافة كأس العالم 2034، بعد أن اضطر صندوق الاستثمارات العامة لخفض الإنفاق بنسبة 20% على الأقل. الصدمة الأكبر: طُلب من الشركات المعمارية العالمية إعادة تصميم ملاعب البطولة كاملة بعد اعتبار مقترحاتها باهظة التكلفة بشكل لا يُحتمل.
أحمد المهندس، مدير مشروع في إحدى كبريات الشركات المعمارية، لا يزال في حالة صدمة بعد رفض مقترح فريقه الذي استغرق شهوراً من العمل المكثف. “شاهدت حلم سنوات يتبخر في اجتماع استمر 30 دقيقة فقط،” يقول أحمد وهو ينظر لنماذج الملاعب المعلقة في مكتبه البارد. المفارقة المؤلمة: الخطة الأصلية تضمنت 15 ملعباً – ضعف عدد ملاعب قطر 2022 تقريباً – لكن مصادر القطاع تتوقع مراجعة هذا العدد بالخفض الجذري.
قد يعجبك أيضا :
خلف هذه الإجراءات الصادمة تقف حقيقة مرة: حتى أغنى صندوق سيادي في العالم يواجه ضغوطاً مالية هائلة. مشروع رؤية 2030، الذي أطلقه الأمير محمد بن سلمان قبل 8 سنوات لتحويل السعودية إلى قوة اقتصادية متنوعة، يتطلب استثمارات بمئات المليارات. المقارنة صارخة: بينما نجحت قطر في إنجاز 8 ملاعب رغم التحديات، تواجه السعودية تحدي بناء 15 ملعباً وسط أزمة ترشيد الإنفاق. د. خالد العمراني، خبير هندسة الملاعب، يؤكد أن “التسع سنوات المتبقية كافية نظرياً، لكن كل شهر تأخير يضاعف الضغط”.
سارة الاستشارية، خبيرة تحسين التكاليف، تقود الآن جهوداً محمومة لإيجاد حلول مبتكرة. “نحاول إنقاذ الحلم دون كسر البنك،” تقول وهي تراجع المخططات المُعدّلة. لكن محمد العامل، المقاول الذي كان ينتظر بدء العمل العام المقبل، يواجه عدم يقين مؤلم حول مستقبله المهني. التأثير يتسع: آلاف الوظائف معلقة، واستثمارات بالمليارات في حالة ترقب، بينما العالم يراقب قدرة السعودية على الوفاء بوعودها الكبيرة.
قد يعجبك أيضا :
رغم التفاؤل الرسمي والتأكيد على أن “التعديلات إجراء روتيني”، تبقى الأسئلة المصيرية معلقة: هل ستنجح السعودية في تحقيق حلم استضافة كأس العالم دون التضحية بطموحاتها الأصلية؟ وهل التسع سنوات المتبقية كافية لإعادة بناء الخطط من الصفر؟ الإجابة ستحدد مستقبل أكبر مشروع رياضي في تاريخ المنطقة، ومصداقية السعودية كقوة تنظيمية عالمية.
