في إنجاز يصفه الخبراء بـ”المعجزة الاقتصادية”، حققت الصادرات المصرية قفزة تاريخية بنسبة 18% لتصل إلى 44.4 مليار دولار خلال 11 شهراً فقط، بينما سجلت الإمارات كأكبر شريك تجاري بزيادة صاروخية 131%. هذه الأرقام الفلكية تضع مصر على خريطة القوى التصديرية العالمية وتؤكد أن النهضة الصناعية الجديدة ليست مجرد حلم.
المهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، كشف تفاصيل مذهلة تؤكد أن مصر تكسر كل التوقعات: الصادرات قفزت من 37.5 مليار إلى 44.4 مليار دولار، محققة زيادة قدرها 6.8 مليار دولار – رقم يعادل ميزانية دولة كاملة. أحمد الشامي، مصدر مواد بناء للإمارات، يروي قصة نجاحه: “ضاعفت أرباحي ثلاث مرات هذا العام، الطلبات تتدفق كالسيل ومصانعنا تعمل على مدار الساعة.” قطاع مواد البناء وحده حقق نمواً بنسبة 39%، ليصل إلى 13.7 مليار دولار، في مشهد يذكرنا بنهضة مصر الصناعية أيام محمد علي باشا لكن بأرقام القرن الحادي والعشرين.
قد يعجبك أيضا :
خلف هذه الأرقام المبهرة استراتيجية طموحة بدأت منذ 2016 لتحويل مصر من مستورد صافي إلى قوة تصديرية إقليمية. الإمارات تصدرت قائمة الشركاء بقفزة من 2.8 إلى 6.6 مليار دولار – زيادة 131% تبدو مستحيلة لكنها حقيقة واقعة. د. سارة المنشاوي، خبيرة التجارة الدولية، تؤكد: “هذه الأرقام تضع مصر في مصاف الدول التصديرية الناشئة، والأهم أن العجز التجاري انخفض 12% رغم زيادة النشاط الاقتصادي.” الصناعات الطبية نمت 26%، والملابس الجاهزة 21%، في إشارة واضحة لتنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على قطاع واحد.
هذا التحول الجذري لا يقتصر على الأرقام فقط، بل يمتد لتغيير حياة الملايين من المصريين. فاطمة حسين، صاحبة مصنع ملابس، تصف المشهد: “طلبات التصدير زادت بشكل جنوني، اضطررت لتشغيل عمالة إضافية ومصنعي يعمل بأقصى طاقة.” الموانئ تشهد حركة غير مسبوقة، والشاحنات المحملة بالصادرات تعبر الحدود كل دقيقتين. لكن النجاح لا يخلو من التحديات – محمد العتريبي، مصدر منتجات ورقية، يواجه تراجعاً 2% في قطاعه رغم النمو العام، مما يؤكد ضرورة التطوير المستمر لجميع القطاعات.
قد يعجبك أيضا :
مع استهداف الوزارة الوصول لـ145 مليار دولار صادرات ودخول أفضل 50 دولة عالمياً في مؤشرات التجارة، تبدو مصر على أعتاب عصر جديد من الازدهار الاقتصادي. الأرقام تتحدث عن نفسها: 18% نمو في الصادرات، 131% زيادة مع الإمارات، 12% انخفاض في العجز التجاري. هل ستكون مصر القوة التصديرية القادمة في المنطقة؟ الأرقام تصرخ بنعم… والسؤال الآن: هل ستكون جزءاً من قصة النجاح هذه؟
