يستعد منتخب الجابون لخوض تحدٍ جديد في بطولة كأس أمم إفريقيا المقبلة، وسط طموحات بتحقيق ظهور قوي في واحدة من أصعب مجموعات البطولة، والتي تضم كوت ديفوار والكاميرون وموزمبيق.
وبين التفاؤل والحذر، تتجه الأنظار إلى قدرة “الفهود” على تجاوز دور المجموعات والبناء على الخبرات السابقة في المنافسات القارية.
وفي هذا السياق، تحدث باتريس نوفو، المدير الفني السابق لمنتخب الجابون وللنادي الإسماعيلي، عن حظوظ الفريق في البطولة، مستعرضًا رؤيته حول مستوى الاستعداد، وقوة المجموعة، وتأثير مواجهة المنتخبات الكبرى على لاعبي الجابون، إلى جانب قراءته لمشهد المنافسة في باقي مجموعات البطولة والمرشحين الأبرز للتتويج باللقب القاري في المغرب.
اقرأ أيضًا | حوار بطولات | أكوا أسطورة أنجولا: لدينا قدرات للفوز أمام مصر.. وشيكو بانزا مفيد بسبب الزمالك
كيف تقيم استعداد منتخب الجابون لبطولة كأس أمم إفريقيا المقبلة، خاصة بعد التغييرات الأخيرة داخل الفريق؟
“كما تعلمون، أنا المدرب السابق لمنتخب الجابون، وقد شاركت مع الفريق في بطولة كأس أمم إفريقيا التي أُقيمت في الكاميرون”.
“كان مجموعتنا آنذاك (المجموعة الثالثة) قوية للغاية، حيث ضمت منتخبين شاركا في كأس العالم، هما المغرب وغانا، إلى جانب جزر القمر، وهو وضع مشابه تمامًا لما يواجهه الجابون حاليًا في كأس أمم إفريقيا بالمغرب”.
“ومن المهم توضيح نقطة أساسية: منذ عام 2017، ارتفع عدد المنتخبات المشاركة في البطولة من 16 إلى 24 منتخبًا، وهو ما غيّر الكثير من الحسابات”.
“أما بخصوص الإعداد الحالي، فلن أقيم طريقة التحضير أو تفاصيلها، لأننا نقول دائمًا: «عند لحظة الحقيقة فقط تتضح الصورة»”.
“لكنني أتمنى بكل صدق التوفيق لمنتخب الجابون في هذه البطولة”.
الجابون يتواجد في مجموعة قوية تضم كوت ديفوار، الكاميرون، وموزمبيق. ما هي حظوظه في هذه المجموعة الصعبة؟
“منتخب الجابون يمتلك الإمكانيات البشرية التي تسمح له بتقديم بطولة قوية، نعم بكل تأكيد”.
“لكن النقطة الأهم هي تجاوز دور المجموعات، وبعدها يمكن أن تسير الأمور بشكل إيجابي ومتسلسل”.
“يجب ألا ننسى أن موزمبيق أيضًا سيدخل المنافسة بقوة، وسيحاول هو الآخر خطف بطاقة التأهل الثانية، لذلك لا توجد مباريات سهلة”.
من واقع خبرتك في الكرة الإفريقية، أي منتخب في هذه المجموعة يمثل التحدي الأكبر للجابون؟ ولماذا؟
“مواجهة منتخبات كبيرة مثل الكاميرون وكوت ديفوار دائمًا ما تكون صعبة، لكنها في الوقت نفسه تمثل دافعًا قويًا للاعبين”.
“الجابون يملك لاعبين معتادين على المنافسة والضغوط، ولذلك هذه المباريات قد تكون محفزة أكثر منها عبئًا نفسيًا”.
“كما أنني أرى أن الجابون قد يستفيد من بعض التغيرات الأخيرة داخل الكاميرون، والتي قد تؤثر على الاستقرار والانسجام داخل الصفوف (تغيير المدرب والمشاكل الإدارية وعدم التأهل إلى كأس العالم)”.
الجابون كان قريبًا من التأهل لكأس العالم بعد خوضه الملحق، لكنه لم ينجح. هل تتوقع ظهورًا قويًا له في كأس أمم إفريقيا؟
“بالتأكيد، الجابون قادر على تقديم أداء مميز في كأس أمم إفريقيا”.
“المنتخب يمتلك قاعدة لاعبين جيدة، والعديد منهم هم نفس العناصر التي كنت أستدعيها أو منحتها الفرصة لأول مرة خلال فترة عملي التي امتدت لأربع سنوات”.
“العمل الذي قمنا به سابقًا كان يهدف إلى بناء مجموعة متماسكة وموحدة، رغم الانتقادات التي وُجهت لنا في ذلك الوقت بدعوى غياب الانضباط”.
“لكن الواقع أن أكثر من 80% من اللاعبين الحاليين هم نفسهم الذين كانوا جزءًا من هذا المشروع”.
هل تعتقد أن مواجهة منتخبات كبيرة مثل كوت ديفوار والكاميرون قد تشكل ضغطًا نفسيًا على لاعبي الجابون، أم أنها ستكون مصدر تحفيز؟
“لاعبو الجابون مقاتلون بطبعهم، ويمتلكون خبرة المنافسات الكبرى”.
“مواجهة منتخبات كبيرة تمثل حافزًا قويًا لتقديم أفضل ما لديهم، وليس عبئًا نفسيًا، بشرط الحفاظ على التركيز وعدم الاستهانة بأي منافس”.
ما رأيك في باقي مجموعات البطولة؟ وأيها تراها الأصعب؟ ومن تتوقع أن يتوج باللقب في المغرب؟
“المغرب يُعد من أبرز المرشحين للتتويج، ومن المؤكد أنه سيتأهل من مجموعته”.
“لكن عامل الضغط الجماهيري الكبير، وتوقعات الجماهير والسلطات، قد يكون سلاحًا ذا حدين، وربما يؤثر سلبًا على الأداء الجماعي”.
“بعد ذلك، ستظهر منتخبات قوية جدًا، خاصة المتأهلين من المجموعة السادسة، إضافة إلى الجزائر، السنغال، نيجيريا إذا استغلت كامل إمكانياتها، وكذلك مالي”.
“وفي بطولة كبيرة مثل هذه، قد يظهر منتخب مفاجأة كما فعلت زامبيا في 2012”.
وعن منتخب مصر وفرصه في تلك البطولة؟
“بالتأكيد، سيتأهلون من تلك المجموعة رغم وجود جنوب إفريقيا وأنجولا ولكن فرصتهم بالتأكيد كبيرة في التأهل”.
“كعادتها، يتكون منتخب مصر بشكل أساسي من لاعبين مصريين ينشطون داخل الدوري المحلي، وهو أمر يحمل في طياته بعض المزايا، وفي الوقت نفسه يميز المنتخب المصري بوضوح عن عدد من المنتخبات الأخرى المشاركة في كأس أمم إفريقيا”.
“محمد صلاح قدم الكثير لمنتخب بلاده ولناديه ليفربول، كما أن عمر مرموش سيضع كل موهبته في خدمة المنتخب، إلا أن بعض المنتخبات المنافسة تمتلك خطوط دفاعية ذات خبرة كبيرة”.
“لكن كما أقول دائمًا، بعد تجاوز دور المجموعات، تصبح كل المنتخبات قادرة على الحلم بالذهاب بعيدًا في البطولة، وفي النهاية، يبقى الحسم مرتبطًا بالجاهزية البدنية، والجودة الشاملة لقوام الفريق، والقوة الذهنية داخل المجموعة”.