كشفت وثائق رسمية عن انتقال رجل الأعمال والملياردير المصري محمد منصور من المملكة المتحدة إلى مصر، في خطوة تأتي ضمن موجة متزايدة لمغادرة عدد من أصحاب الثروات الكبرى لبريطانيا، على خلفية تشديد السياسات الضريبية المفروضة على المقيمين من الأثرياء.
الملياردير المصري محمد منصور
ووفقًا لوكالة «بلومبرج»، أصبح منصور، الذي يرأس أحد فروع أغنى العائلات في مصر، مقيمًا في وطنه الأم، بعدما قضى سنوات في الإقامة بالمملكة المتحدة منذ عام 2016 على الأقل، وتُقدَّر ثروته الشخصية بنحو 3.4 مليار دولار، بحسب سجلات تسجيل الشركات.
ويبلغ محمد منصور 77 عامًا، ولم يصدر أي تعليق رسمي من ممثليه حتى الآن بشأن الدوافع المباشرة وراء قراره نقل مقر إقامته إلى مصر.
ويأتي هذا الانتقال في ظل تصاعد وتيرة خروج المليارديرات والعائلات الثرية من بريطانيا، بالتزامن مع تطبيق حزمة من الإصلاحات الضريبية الواسعة التي تستهدف غير المقيمين ضريبيًا، وهم من يحققون الجزء الأكبر من دخولهم من خارج البلاد.
وكانت الحكومة البريطانية قد أقرت في مارس 2024 تعديلات تقلّص فترة الإعفاء الضريبي لغير المقيمين على الدخل الخارجي إلى أربع سنوات فقط، بدلًا من عشر سنوات سابقًا، فيما تعهّد حزب العمال بقيادة رئيس الوزراء كير ستارمر بإلغاء الإعفاءات الضريبية على الميراث المرتبط بالأصول المحتفظ بها عبر صناديق استثمار خارجية.
وبينما فضّل بعض الأثرياء الانتقال إلى دول منخفضة الضرائب مثل موناكو والإمارات، اتجه آخرون إلى العودة لبلدانهم الأصلية، ومن بينهم محمد منصور، إلى جانب ترويلس هولش بوفلسن مؤسس مجموعة «بست سيلر» المالكة لعلامة «جاك آند جونز»، وكذلك فريدريك دي ميفيوس أحد أفراد العائلات المؤسسة لشركة المشروبات العملاقة «إيه بي إن بيف»، الذي عاد للإقامة في بلجيكا.
من هو الملياردير المصري محمد منصور
يعد محمد منصور رجل أعمال مصريًا أميركيًا بارزًا، يتمتع بمسيرة طويلة في مجالات الاستثمار وإدارة الأعمال داخل مصر وخارجها، ويُصنف كأحد أبرز الشخصيات الاقتصادية ذات التأثير الإقليمي والدولي.
يتولى منصور رئاسة مجلس إدارة مجموعة منصور منذ عام 1976، كما أسس شركة مان كابيتال ويتولى رئاسة مجلس إدارتها منذ عام 2010، إلى جانب رئاسته لمجلس إدارة شركة منصور للسيارات.
وعلى الصعيد السياسي والاقتصادي الدولي، يشغل منصب أمين صندوق حزب المحافظين البريطاني منذ ديسمبر 2022، كما يشارك بعضوية المجلس الاستشاري في مركز الدراسات العربية المعاصرة بجامعة جورج تاون في الولايات المتحدة.
وشغل محمد منصور عددًا من المناصب الحكومية والقيادية، أبرزها توليه حقيبة وزارة النقل في مصر خلال الفترة من 2006 إلى 2009، إلى جانب رئاسته لمجلس إدارة بنك كريدي أجريكول مصر، ما عزز حضوره في دوائر صنع القرار الاقتصادي والمالي.
وفي مجال العمل المؤسسي والمجتمعي، أسس منصور مؤسسة لبيد عام 2003، وترأس مجلس إدارتها، كما تولى رئاسة مجلس الأعمال المصري الأميركي، ورئاسة غرفة التجارة الأميركية في مصر، إلى جانب منصبه كأمين عام المركز المصري للدراسات الاقتصادية، فضلًا عن عضويته في مجلس أوصياء الجامعة الأميركية بالقاهرة.
كما شغل عضوية مجالس إدارة عدد من المؤسسات والهيئات المهمة، من بينها بورصتا القاهرة والإسكندرية، والصندوق الاجتماعي للتنمية، والأولمبياد الخاص المصري، في إطار مساهمته في دعم قطاعات الاقتصاد والتنمية المجتمعية.
وحظيت مسيرته بتقدير دولي، إذ صنفته مجلة فوربس الشرق الأوسط ضمن قائمة أثرياء العالم والشرق الأوسط لعام 2018.
وعلى الصعيد الأكاديمي، حصل محمد منصور على درجة الماجستير في إدارة الأعمال عام 1971 من جامعة أوبرن بالولايات المتحدة، كما نال إجازة في الهندسة عام 1968 من جامعة ولاية نورث كارولينا.