أغلق

عاجل.. عاجل: كارثة الكهرباء في عدن تتفاقم… 8 ساعات انقطاع مقابل ساعتين تشغيل فقط!

عاجل.. عاجل: كارثة الكهرباء في عدن تتفاقم… 8 ساعات انقطاع مقابل ساعتين تشغيل فقط!

في مشهد صادم يجسد حجم المعاناة الإنسانية، تعيش مدينة عدن على وقع كارثة كهربائية حقيقية حيث يقضي أكثر من مليون إنسان 80% من يومهم في ظلام دامس. الأرقام الرسمية المسجلة حتى فجر السبت تكشف حقيقة مؤلمة: ساعتان تشغيل فقط مقابل 8 ساعات انقطاع متواصل، في معادلة تبدو أقرب للمستحيل منها للواقع. مع ارتفاع درجات الحرارة لمستويات خطيرة، تتحول كل ساعة تأخير في الحلول إلى تهديد مباشر للأرواح.

في تفاصيل الأزمة المتفاقمة، سجلت أجهزة القياس الرسمية واقعاً مأساوياً يصعب تصديقه: نسبة 20% فقط من الكهرباء متاحة لمدينة تضم أكثر من مليون نسمة. أم أحمد، ربة منزل في الأربعينيات، تصف معاناتها: “فقدت كل ما في الثلاجة للمرة الثالثة هذا الشهر، أطفالي يبكون من الحر وأنا عاجزة عن توفير مروحة تعمل”. بينما يؤكد محمد الحرازي، الفني المحلي الذي يعمل على إصلاح المولدات بجهود فردية: “المولدات الصغيرة تنهار تحت الضغط، والوقود أصبح أغلى من الذهب”. في الشوارع، تتصاعد أصوات المولدات الصاخبة كأنها صرخات استغاثة من مدينة تحتضر.

قد يعجبك أيضا :

جذور الأزمة تمتد عميقاً في تاريخ مدينة كانت يوماً قلب اليمن الاقتصادي النابض، لكنها اليوم تشهد انهياراً يذكرنا بانقطاع الكهرباء الكبير في نيويورك عام 1977، مع فارق جوهري: الظلام هنا مستمر ولا أمل في نهايته قريباً. تضافرت عوامل الصراع المستمر منذ 2014 مع تدهور البنية التحتية ونقص حاد في الوقود والصيانة، لتخلق عاصفة مثالية من الدمار. خبراء الطاقة يحذرون من سيناريو أكثر قتامة: انهيار كامل للشبكة خلال أسابيع قليلة إذا لم تتدخل حلول عاجلة. المقارنة مع دول الجوار تكشف حجم المأساة: ما تستهلكه دولة البحرين كاملة من كهرباء في ساعة واحدة، يحتاجه أهل عدن في أسبوع كامل.

قد يعجبك أيضا :

تأثير الكارثة يتجاوز مجرد إزعاج يومي ليصبح تهديداً وجودياً للحياة ذاتها، حيث يدرس الطلاب على ضوء الشموع ويعاني المرضى في مستشفيات بلا تكييف تحت حرارة تتجاوز 35 درجة مئوية. عبدالله صالح، تاجر في السوق المركزي، يروي مأساة اقتصادية مدمرة: “فقدت بضائع بقيمة 50 ألف ريال في أسبوع واحد، التجارة توقفت والسوق يحتضر”. بينما تحذر منظمات الإغاثة من كارثة صحية محتملة، خاصة بين الأطفال وكبار السن الأكثر عرضة للخطر. المواطنون باتوا يقضون لياليهم في الشوارع هرباً من الجحيم الحار داخل منازلهم المظلمة، في مشاهد تذكرنا بمخيمات اللاجئين أكثر من مدينة عريقة.

قد يعجبك أيضا :

أمام هذا الواقع المرير، يبقى السؤال المصيري معلقاً في سماء عدن الملتهبة: كم من الوقت يستطيع مليون إنسان أن يصمدوا في مواجهة هذا الثالوث المدمر من الظلام والحر واليأس؟ الإجابة قد تحدد ليس فقط مصير مدينة، بل مصير أمل كامل في إمكانية الحياة الكريمة في هذا الجزء المنكوب من العالم. الوقت ينفد، والحلول العاجلة لم تعد مجرد ضرورة، بل قضية حياة أو موت.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *