في تطور مناخي صادم يهز اليمن، تستعد البلاد لمواجهة موجة برد قطبية تاريخية ستنخفض معها درجات الحرارة بمقدار 10 درجات مئوية خلال 96 ساعة فقط – رقم مرعب لبلد استوائي لم يشهد مثل هذا البرد منذ 15 عاماً. مركز التنبؤات الجوية يحذر: أقل من 24 ساعة تفصل 2 مليون مواطن عن مواجهة برد القطب الشمالي في المهرة وحضرموت وشبوة.
أحمد المهري، مزارع من المهرة، يروي خوفه الشديد: “محصول السمسم الذي زرعته منذ 6 أشهر قد يتدمر كاملاً في ليلة واحدة”. الكتلة الهوائية الباردة تتحرك بسرعة العاصفة نحو المنطقة، والنماذج العددية تؤكد أن هذه الموجة أقوى من موجة 2010 التي تسببت في نفوق 500 رأس ماشية. د. فاطمة الحضرمية، خبيرة الأرصاد، تعمل 20 ساعة يومياً لمتابعة تطور هذه الحالة الاستثنائية.
قد يعجبك أيضا :
التغيرات المناخية العالمية تدفع الكتل القطبية جنوباً بوتيرة متسارعة، محولة مناخ اليمن من استوائي إلى جبلي خلال ساعات قليلة. د. محمد الشبواني، أخصائي المناخ، يحذر: “قد نشهد المزيد من هذه الظواهر مستقبلاً، والمنطقة غير مجهزة لمواجهة هذا النوع من التحديات”. آخر موجة مماثلة ضربت المنطقة عام 2010 ودمرت محاصيل موسم كامل، والخبراء يتوقعون تكرار السيناريو مع تفاقم محتمل.
مريم الحضرمية، ربة منزل، تقول بقلق: “أطفالي لم يشعروا ببرد كهذا من قبل، والملابس الشتوية نفدت من الأسواق خلال ساعات”. الصيدليات تشهد ازدحاماً غير مسبوق على أدوية الجهاز التنفسي، بينما يتجمع المزارعون حول مواقد النار يراقبون محاصيلهم بعيون دامعة. فواتير الكهرباء قد ترتفع 300% خلال هذه الأيام الأربعة، وأصوات الحيوانات المتجمعة طلباً للدفء تملأ الحظائر المكتظة.
قد يعجبك أيضا :
موجة برد تاريخية تضرب 3 محافظات، 96 ساعة حرجة قد تغير وجه المنطقة للأبد. الخبراء ينصحون: جهز ملابسك الشتوية وتأكد من وسائل التدفئة الآن قبل فوات الأوان. السؤال المصيري: هل ستصمد اليمن أمام غضب الطقس، أم أن هذه مجرد البداية لتغيير مناخي جذري سيعيد تشكيل الجزيرة العربية؟
