في انقلاب مذهل لموازين الأمن الإقليمي، كشف خبير أمني عراقي عن تفاصيل صادمة لنجاح استخباري استثنائي: 11 ألف إرهابي ومجرم خلف القضبان في 300 يوم فقط على يد جهاز عمل في الظل لسنوات قبل أن يصبح رمزاً عالمياً للنجاح الأمني. في عالم يواجه تهديدات إرهابية متزايدة، النموذج العراقي يقدم حلولاً عملية قد تغير وجه الحرب على الإرهاب إلى الأبد.
نشر الدكتور مصطفى سمير إسماعيل، الخبير بالشؤون الأمنية، تحليلاً مفصلاً في صحيفة الزوراء البغدادية يوم رأس السنة 2025، كاشفاً النقاب عن كتاب “The Spymaster of Baghdad” الذي ألفته مارغريت كوكر، رئيسة مكتب نيويورك تايمز في العراق. الكتاب يفضح للمرة الأولى أسرار خلية الصقور الاستخبارية وبطلها المجهول أبو علي البصري، الذي حول العراق من بؤرة إرهابية إلى منارة أمنية. أحمد العراقي، الذي فقد أشقاءه في تفجيرات داعش، يشهد اليوم: “كنا نعيش في خوف دائم، اليوم أطفالي ينامون بأمان بفضل هؤلاء الأبطال المجهولين.”
قد يعجبك أيضا :
تكشف الوثائق أن خلية الصقور بدأت عملها في السرية التامة أيام هيمنة تنظيم القاعدة ورواج السيارات المفخخة، قبل أن تظهر للعلن عام 2014 مع تفاقم تهديدات داعش. كما حمت المخابرات البريطانية إنجلترا من النازية، حمت خلية الصقور العراق من الوحش الإرهابي. ديسمبر 2014 شهد ضربة تاريخية: إصابة زعيم داعش أبو بكر البغدادي ومقتل 14 من أقرب مرافقيه في عملية جوية بناءً على معلومات استخبارية دقيقة وصلت لأقرب المقربين للإرهابي الأكبر. الخبراء الدوليون يتوقعون انتشار هذا النموذج الفريد عبر المنطقة العربية.
يصف د. إسماعيل أبو علي البصري بأنه “نموذج فريد للقائد الأمني الوطني” الذي يجمع بين الحكمة والحزم، مؤكداً أن 11 ألف معتقل في 10 أشهر يعادل تفكيك مدينة كاملة من الإرهابيين والمجرمين. اليوم، يشعر المواطنون العراقيون بأمان لم يعهدوه منذ عقود، بينما تطلب دول عربية شقيقة الاستفادة من هذه التجربة الرائدة. مارغريت كوكر، التي عاشت تفاصيل هذه العمليات عن قرب، تؤكد أن العراق حقق ما فشلت فيه قوى عظمى: القضاء على الإرهاب من جذوره. لكن التحدي الأكبر يكمن في الحفاظ على هذا النجاح ومواجهة تطور تكتيكات الإرهابيين.
قد يعجبك أيضا :
من السرية المطلقة إلى الإشادة العالمية، ومن العراق إلى العالم، تقدم خلية الصقور نموذجاً يُحتذى لتحقيق الأمن المستدام والاستقرار الإقليمي. النجاح العراقي يدعو الدول الشقيقة لدعم أجهزتها الأمنية وتطوير قدرات مماثلة من خلال التعاون الدولي. هل يمكن للنموذج العراقي أن يكون بداية عصر جديد من الأمن الإقليمي، أم أن التحديات القادمة ستكون أكبر من قدرة حتى أمهر الاستخباريين؟
