أغلق

عاجل.. حين تمطر السماء.. ويزهر التفاؤل

عاجل.. حين تمطر السماء.. ويزهر التفاؤل

صراحة نيوز-بقلم: الدكتورة ايمان الشمايلة

ليس المطر ماءً فحسب
إنه إعلان سماوي بأن الحياة لا تُغلق أبوابها،
وبأن الخير – مهما تأخر – يعرف طريقه إلينا.
وحين تمسّ قطراته الأرض، لا تُحيي التراب وحده،
بل توقظ في النفوس ذاكرة الرجاء،
وفي العقول قدرة البدء من جديد.
كما يُعيد المطر تشكيل الأرض،
تُعيد الفكرة الإيجابية تشكيل العقل.
إنها لا تُنكر القحط،
ولا تُزيّف الألم،
بل تُعلّمه كيف يتحوّل إلى طاقة انتظار،
وكيف يصبح التفاؤل موقفًا واعيًا لا أمنية ساذجة.
الفكرة الإيجابية هي غيث المعنى،
تنزل حين يشتد الجفاف الداخلي،
فتكسر قسوة التفكير،
وتفتح في العقل شقوقًا يدخل منها الضوء.
وحين يتفاعل العقل معها،
تنهض النفس،
وتتبدّل زوايا الرؤية،
ويصبح الخير احتمالًا حاضرًا لا وعدًا بعيدًا.
التفاؤل بالخير ليس تجاهلًا للواقع،
بل قراءة أعمق له.
هو أن تؤمن أن وراء الغيم مطرًا،
وأن خلف كل تعقيد بذرة حل،
وأن ما لم ينبت اليوم… سينبت غدًا إن صبرت الأرض،
وصبر الفكر،
وثبتت النفس.
وحين تُروى العقول بالأفكار الإيجابية،
تتحوّل من ساحات شك إلى حدائق وعي،
وتصبح النفوس أكثر استعدادًا للتفاعل،
للعطاء،
ولرؤية الجمال حتى في التفاصيل المتعبة.
تمامًا كما تفعل الأرض بعد أول مطر:
لا تُثمر دفعة واحدة،
لكنها تبدأ بالوعد.
إن أخطر أنواع الجفاف
ليس جفاف المطر،
بل جفاف التفاؤل،
حين يتيبّس الفكر،
وتضيق الرؤية،
وتنسى النفس أن الخير سنّة كونية لا تنقطع.
فلتكن أفكارنا غيثًا،
ولتكن كلماتنا بذورًا،
ولنحمل التفاؤل كما تحمل الأرض ثقتها بالسماء.
فما من أرضٍ خُذلت بالمطر،
ولا من عقلٍ أُخلص له التفكير الإيجابي ولم يُزهر.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *