في تطور مناخي خطير يهدد حياة 2.5 مليون يمني، تستعد البلاد لمواجهة موجة صقيع استثنائية تضرب 8 محافظات خلال الساعات القادمة. للمرة الأولى منذ 5 سنوات، تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر المئوي في المرتفعات الجبلية، مع 15 ساعة يومية من البرد القارس الذي قد يودي بحياة الأطفال وكبار السن.
أعلن مركز التنبؤات الجوية والإنذار المبكر حالة تأهب قصوى، محذراً من كتلة هوائية قطبية تندفع بقوة نحو المرتفعات اليمنية. “أخذ الاحتياطات اللازمة أمر حيوي خاصة لكبار السن والأطفال”، قال المختصون وهم يراقبون الوضع عن كثب. أم محمد البالغة 68 عاماً من مرتفعات إب تروي خوفها: “لا نملك مدفأة مناسبة، والبرد يتسلل عبر النوافذ مثل أنياب الثعلب الجائع”.
قد يعجبك أيضا :
تأتي هذه الموجة الباردة نتيجة اندفاع كتلة هوائية قطبية استثنائية نحو الجزيرة العربية، مُعززة بارتفاع المناطق الجبلية التي تتجاوز 3000 متر وصفاء السماء الليلي. الخبراء يؤكدون أن هذه أقوى موجة صقيع تشهدها المنطقة منذ شتاء 2019 المدمر الذي تسبب في وفاة 12 شخصاً من كبار السن. د. فاطمة الجوية، أخصائية الأرصاد، تحذر قائلة: “هذه أقوى موجة صقيع منذ 5 سنوات، والوضع يتطلب حذراً شديداً”.
تمتد تأثيرات الموجة الباردة لتشمل الحياة اليومية بشكل جذري، حيث يضطر المواطنون لتغيير أنماط نومهم واستهلاك كميات أكبر من الكهرباء للتدفئة. المستشفيات تستعد لموجة من حالات الإصابة بالأمراض التنفسية، بينما يواجه الصيادون تحدياً مضاعفاً مع اضطراب البحر في 8 مناطق ساحلية. علي الصياد من الحديدة يقول بقلق: “البحر مضطرب والأمواج عالية، لا يمكن الخروج للصيد، وعائلاتنا تحتاج الدخل”.
قد يعجبك أيضا :
مع توقعات باستمرار الموجة الباردة لمدة 3-4 أيام، تبرز الحاجة الملحة لتطوير أنظمة الإنذار المبكر وتوفير وسائل تدفئة مناسبة للأسر الفقيرة. الخبراء ينصحون بشرب السوائل الدافئة، وارتداء طبقات متعددة من الملابس، وتجنب الخروج خلال ساعات الليل والصباح الباكر. السؤال الذي يطرح نفسه: هل نحن مستعدون حقاً لمواجهة غضب الطبيعة، أم سننتظر حتى فوات الأوان؟
