في تطور صادم هز شبكة السكك الحديدية المصرية، تحول قطار الإسكندرية-أسوان إلى كابوس حقيقي عاشه المئات من الركاب لأكثر من ساعتين، عندما انهارت إحدى العربات قبل السفر مباشرة. ثماني ساعات ونصف من التأخير سجلها قطار آخر الأسبوع الماضي، في مشهد يعكس حالة الانهيار التي تعيشها منظومة النقل المصرية.
“كان من المفترض أن نصل قبل الفجر، لكننا وجدنا أنفسنا محاصرين في محطة الإسكندرية حتى الساعة العاشرة مساءً” – هكذا وصف أحمد المسافر، الموظف الحكومي من الإسكندرية، رحلته الكابوسية إلى أسوان لحضور مناسبة عائلية مهمة دُمرت خططها تماماً. اكتشاف العطل الفني المفاجئ في عربة قطار 2008 المكيف كشف عن إهمال واضح في الفحص المسبق، مما تسبب في استبدال العربة المكيفة بأخرى روسية درجة ثانية، وتأخير إضافي آخر في محطة رمسيس بالقاهرة.
قد يعجبك أيضا :
هذه الفضيحة ليست معزولة عن سلسلة من الإخفاقات المتكررة في شبكة السكك الحديدية المصرية، حيث تعاني المنظومة من أزمة صيانة مزمنة تؤثر على ملايين المسافرين يومياً. نقص قطع الغيار وعدم توفر عربات بديلة مناسبة، إلى جانب ضغوط التشغيل المستمرة، تحول كل رحلة قطار إلى مغامرة محفوفة بالمخاطر. “70% من مشاكل القطارات تحدث بسبب إهمال الصيانة الوقائية” يؤكد الدكتور محمد النقل، خبير السكك الحديدية، محذراً من تفاقم المشكلة في ظل غياب خطة شاملة للإصلاح.
المشهد الأكثر إيلاماً كان معاناة فاطمة الأم التي سافرت مع طفليها، وتصف كيف تحولت رحلة العائلة إلى كابوس من الانتظار والقلق: “الأطفال كانوا يبكون من التعب، ولا نعرف متى سنصل”. كل راكب قطار في مصر أصبح يعيش قلق مستمر: هل سيصل في الموعد أم سيكون ضحية العطل التالي؟ التأثير تجاوز مجرد التأخير ليصل إلى تدمير الثقة في وسائل النقل العام وإجبار المواطنين على تحمل تكاليف أعلى لوسائل نقل بديلة.
قد يعجبك أيضا :
ساعتان من التأخير، عربة مستبدلة بأخرى أقل جودة، ووعود بتعويض رمزي – هذا ما جناه ركاب قطار الإسكندرية من رحلة واحدة فقط. المسؤولون في هيئة السكك الحديدية يبررون الأمر بـ“الحفاظ على سلامة الركاب”، لكن السؤال الحقيقي يبقى: في المرة القادمة التي تحجز فيها تذكرة قطار، هل أنت مستعد للانتظار ساعتين إضافيتين، أم أن الوقت قد حان لوداع حلم السفر المريح بالقطار في مصر؟
