في تطور مرعب يشهده اليمن لأول مرة منذ 5 سنوات، تستعد 16 محافظة للدخول في مواجهة قاسية مع موجة برد قطبية ستضرب البلاد خلال الساعات القادمة، مهددة بتدمير محاصيل زراعية بقيمة مليارات الريالات في ليلة واحدة. المركز الوطني للأرصاد أصدر تحذيراً أحمر اللون، محذراً من تشكل “الضريب” القاتل الذي سيحول الأوراق الخضراء إلى كتل جليدية ذابلة، والساعات القادمة ستكون حاسمة: إما الحماية الآن أو الخسارة الكاملة.
أحمد المزارع من محافظة صعدة، يقف وسط مزرعته التي زرعها بعرق جبينه طوال 6 أشهر، وعيناه تحملان قلقاً عميقاً: “إذا ضرب الصقيع الليلة، فسأفقد كل شيء خلال ساعات قليلة”. الخريطة الجوية تُظهر مشهداً مرعباً: 8 مناطق تحت الخطر الأحمر تشمل صعدة والجوف وعمران وصنعاء وذمار والبيضاء وشبوة وحضرموت، حيث ستنخفض الحرارة إلى مستويات قياسية تشبه مكيفات عملاقة تعمل بأقصى طاقتها في السماء. د. محمد الجوفي، خبير الأرصاد الجوية، يحذر بنبرة جدية: “هذه أشد موجة برد نشهدها، والمساحة المتأثرة تعادل مساحة سوريا ولبنان مجتمعتين”.
قد يعجبك أيضا :
الذاكرة تستدعي كابوس موجة 2018 المدمرة التي اجتاحت المحافظات الشمالية ودمرت 40% من المحاصيل، تاركة آلاف العائلات بلا مصدر رزق لأشهر طويلة. الكتلة الهوائية القطبية التي تندفع من الشمال تحمل معها رياحاً عاتية وصقيعاً قارساً، مستغلة التضاريس الجبلية الوعرة لتنتشر بسرعة النار في الهشيم عبر الوديان والمرتفعات. خبراء الأرصاد يتوقعون استمرار هذه الموجة لأسبوع كامل، مما يعني معاناة مضاعفة للمزارعين الذين لا يملكون وسائل الحماية الكافية.
فاطمة بائعة الملابس في سوق صنعاء تشهد إقبالاً منقطع النظير على المعاطف والبطانيات، لكن الصورة الأخرى مختلفة تماماً: عبدالله الراعي من مرتفعات ذمار يروي بحزن كيف نفقت 3 من أغنامه الليلة الماضية بسبب البرد، وصوت الرياح العاتية وطقطقة الصقيع على النوافذ يملأ الليالي بالرعب. المستشفيات تستعد لاستقبال حالات متزايدة من الإصابات الشتوية، خاصة بين كبار السن والأطفال، بينما تتوقع الأسواق ارتفاعاً حاداً في أسعار الخضار والفواكه خلال الأسابيع القادمة. الكهرباء ستشهد ضغطاً هائلاً بسبب زيادة استخدام أجهزة التدفئة، والطرق الجبلية قد تشهد إغلاقات مؤقتة بسبب تشكل الجليد.
قد يعجبك أيضا :
16 محافظة تقف على حافة كارثة طبيعية حقيقية، وخسائر محتملة بمليارات الريالات تلوح في الأفق، بينما يحذر العلماء من أن التغير المناخي قد يجعل مثل هذه الموجات أكثر شدة وتكراراً في السنوات القادمة. الوقت ينفد بسرعة، والنصيحة الذهبية واحدة: احمِ نفسك ومحاصيلك وحيواناتك الآن قبل فوات الأوان. هل ستكون مستعداً عندما تضرب الموجة الثانية؟
