في تطور صادم يهز الضمير العالمي، كشفت الأرقام الرسمية عن استشهاد 86 أسيراً فلسطينياً تحت التعذيب في السجون الإسرائيلية منذ أكتوبر الماضي، بينما يواجه أكثر من 20 ألف معتقل مصيراً مجهولاً في ما وصفه خبراء بـ”غوانتانامو صهيوني جديد”. اليوم، تنطلق صرخة دولية عاجلة لإنقاذ القائد الأسير مروان البرغوثي وآلاف الأسرى من الموت البطيء، في حملة قد تغير مجرى التاريخ أو تشهد على مأساة أكبر.
“جرائم مركبة يرتكبها الاحتلال صباح مساء“، بهذه الكلمات المحملة بالألم وصف مظفر ذوقان، مدير نادي الأسير في نابلس، الواقع المرير داخل سجون الاحتلال. منذ السابع من أكتوبر، تحولت المعتقلات إلى مسالخ بشرية حقيقية، حيث يتعرض الأسرى لـالتجويع المنهجي وانتشار الأوبئة. أم محمد، والدة أسير في سجن النقب، تروي بصوت مكسور: “لم أر ابني منذ 8 أشهر.. أخشى أن يكون من بين الشهداء المخفيين”. الأرقام تتحدث عن معسكر سديه تيمان الذي أقامه الاحتلال كنسخة صهيونية من غوانتانامو، حيث وصل التنكيل إلى حد الاغتصاب والقتل البطيء.
قد يعجبك أيضا :
خلف هذه الأرقام المرعبة تكمن خطة ممنهجة بدأت مع العدوان على غزة، حين استغل الاحتلال الأضواء المسلطة على القطاع لتصفية الأسرى الفلسطينيين جسدياً ومعنوياً. د. عبد الناصر فروانة، خبير شؤون الأسرى، يحذر: “ما يحدث في السجون جرائم حرب موثقة، نحن أمام إبادة منظمة للأسرى الفلسطينيين”. المقارنات التاريخية مرعبة: فما يحدث اليوم يشبه أساليب معتقلات النازية، لكن بتقنيات القرن الواحد والعشرين. الهوية معروفة للـ86 شهيداً، لكن العشرات غيرهم مخفيون قسرياً، في سياسة تهدف لطمس الأدلة وتكميم الأصوات. محمد، الأسير المحرر حديثاً، يشهد: “رأيت بعيني معاملة الأسرى الجدد بوحشية لم أتخيلها في أسوأ كوابيسي”.
قد يعجبك أيضا :
اليوم، كل عائلة فلسطينية تعيش في رعب يومي من فقدان أحبائها خلف القضبان، بينما تنتشر رائحة العفن والموت في زنازين تفتقر لأدنى معايير البقاء. الحملة الدولية الجديدة ليست مجرد صرخة في الفراغ، بل برنامج ممتد سيصل كل المحافل الدولية، مستنداً إلى شبكة من الأصدقاء في كل العالم والأحرار الذين يرفعون صور الأسرى في كل مظاهرة. التحرك العاجل اليوم قد ينقذ آلاف الأرواح، بينما الصمت يعني المزيد من الشهداء. د. سامر، محامي حقوق الإنسان، يناضل رغم التهديدات: “كل دقيقة صمت تعني موت أسير آخر تحت التعذيب”. النتائج المتوقعة تتراوح بين ضغط دولي حقيقي قد يجبر على تحسين الظروف، أو تصعيد أكبر في القمع إذا بقي العالم صامتاً.
قد يعجبك أيضا :
الحملة الدولية لإطلاق سراح مروان البرغوثي والأسرى الفلسطينيين تمثل آخر خط دفاع عن الإنسانية في زمن تحول فيه العدل إلى شعارات جوفاء. من نابلس إلى عواصم العالم، تمتد الأصوات المطالبة بوقف المجزرة الصامتة في السجون، بينما تحمل الحملة أملاً أخيراً لإنقاذ من تبقى حياً من الأسرى. مظفر ذوقان يؤكد: “لن تقف الحملة هنا، بل ستمتد لتطال كل العالم وكل الذين يناصرون القضية الفلسطينية“. لكن السؤال المحوري يبقى معلقاً: هل ستبقى أصوات الأسرى خلف القضبان مجرد صرخة في البرية، أم أن العالم سيتحرك أخيراً لوقف هذه المجزرة الإنسانية قبل فوات الأوان؟
