في تطور مذهل هز أروقة السوق السعودي، ابتلعت شركة “دلة للخدمات الصحية” عملاق الرعاية الطبية “درع الرعاية” بصفقة تاريخية قدرها 434.3 مليون ريال – مبلغ يعادل راتب 36 ألف موظف سعودي لسنة كاملة! هذا الاستحواذ الضخم، الذي أُعلن عنه يوم الأحد عبر موقع تداول، يمثل أكبر صفقة في القطاع الصحي السعودي هذا العام، ويثير تساؤلات حارقة: هل نشهد ولادة إمبراطورية طبية جديدة ستغير قواعد اللعبة نهائياً؟
تفاصيل الصفقة تكشف عن استراتيجية محكمة ومدروسة. دلة الصحية، التي مولت العملية بالكامل من مواردها الذاتية، استحوذت على كامل حصة “مسار النمو للاستثمار” البالغة 41.36% في شركة درع الرعاية، مما يعني السيطرة الكاملة على مستشفى المملكة والعيادات الاستشارية. “هذه خطوة استراتيجية للتوسع في الخدمات الصحية النوعية والوصول لشريحة أكبر من المراجعين”، تؤكد إدارة دلة. أحمد العتيبي، المراجع الدائم لمستشفى المملكة منذ 5 سنوات، يعلق بحماس: “أتطلع لخدمات محسنة وتقنيات أكثر تطوراً”.
قد يعجبك أيضا :
خلف هذه الصفقة الجريئة تقف استراتيجية طموحة تتماشى مع رؤية السعودية 2030 لتطوير القطاع الصحي الخاص. النمو السكاني المتسارع وزيادة الوعي الصحي يدفعان نحو توسع حتمي في الخدمات الطبية المتخصصة. د. محمد الراشد، الخبير في قطاع الصحة، يتوقع “موجة استحواذات جديدة في القطاع، مشابهة لما نشهده عالمياً”. الأرقام تتحدث بوضوح: إيرادات درع الرعاية وصلت إلى 428.8 مليون ريال في 2024، رقم يكشف القوة الحقيقية للقطاع الصحي الخاص السعودي.
لكن الصفقة لا تخلو من التحديات والقلق. المرضى يتساءلون عن تأثير الاستحواذ على أسعار الخدمات، بينما يرى المستثمرون فرصة ذهبية لنمو هائل. فهد الغامدي، الممرض في مستشفى المملكة، يعبر عن قلقه: “نتساءل عن مستقبلنا الوظيفي ومدى تأثير التغييرات الإدارية”. على الجانب الآخر، تثير الصفقة توقعات بتحسين كبير في جودة الخدمات وإدخال تقنيات طبية متقدمة. سارة المطيري، المحللة المالية، تصف الاستحواذ بأنه “إشارة قوية لنمو القطاع ونضجه الاستثماري”.
قد يعجبك أيضا :
بينما تهتز أضواء غرف العمليات في مستشفى المملكة إيذاناً بعصر جديد, يقف القطاع الصحي السعودي على أعتاب تحول جذري. هذا الاستحواذ بقيمة 434 مليون ريال ليس مجرد صفقة تجارية، بل رسالة واضحة بأن المملكة تبني إمبراطورية طبية تنافس الأفضل عالمياً. التساؤل الذي يحير الجميع: هل ستصبح دلة الوحش الذي يبتلع كل منافس، أم البطل الذي ينقذ الطب السعودي ويرتقي به للقمة؟
