محافظ الغربية ترفع حالة الطوارئ على ضفاف النيل وتوجه المواطنين بإخلاء الأراضي

محافظ الغربية ترفع حالة الطوارئ على ضفاف النيل وتوجه المواطنين بإخلاء الأراضي

 كثفت الأجهزة التنفيذية بمحافظة الغربية استعداداتها القصوى بالتنسيق الكامل مع مسؤولي الري لمواجهة التداعيات المحتملة لفيضان نهر النيل، الذي شهد منذ أيام زيادة ملحوظة في كميات المياه المتدفقة. وأوضحت التقارير الرسمية أن ارتفاع منسوب المياه جاء مصحوباً بآثار سلبية في دولة السودان الشقيقة، ما استدعى إعلان حالة الطوارئ بجميع المراكز والمدن الواقعة على ضفاف النهر حرصاً على سلامة المواطنين وحماية ممتلكاتهم.

ارتفاع منسوب مياه النيل 

وطالبت المحافظة الأهالي المقيمين بالقرى المطلة على نهر النيل، وأصحاب الأراضي الزراعية الواقعة على طرح النهر، بسرعة إخلاء الأراضي والمنازل المتاخمة للمجرى المائي، وعدم القيام بأي زراعات جديدة خلال هذه الفترة، إلى حين استقرار منسوب المياه مرة أخرى، مشددة على أن أي تقاعس في تنفيذ هذه التعليمات يعرض حياة المواطنين للخطر ويهدد استقرار الأراضي الزراعية التي يعتمد عليها آلاف الأسر.

وأكدت المحافظة أن كافة الأجهزة المعنية من وحدات محلية ومجالس مدن وقرى وهيئة الري وإدارة الحماية المدنية تعمل على مدار الساعة، في تنسيق كامل لمتابعة الموقف أولاً بأول، وأن هناك فرق طوارئ منتشرة في جميع المناطق القريبة من المجرى المائي للتعامل مع أي طارئ فوراً. كما تم تجهيز سيارات الإغاثة والمعدات الثقيلة وأجهزة الشفط والكسح تحسباً لأي تسرب للمياه داخل القرى أو الأراضي الزراعية.

وأشارت المحافظة إلى أن غرفة العمليات الرئيسية بديوان عام المحافظة تتابع الموقف بشكل مستمر بالتنسيق مع غرف العمليات الفرعية في جميع المراكز والقرى، بهدف توجيه الاستجابة السريعة لأي بلاغات من المواطنين. كما ناشدت الأهالي التعاون الكامل مع الأجهزة التنفيذية والإبلاغ فوراً عن أي ملاحظات أو تسربات للمياه، مؤكدة أن حماية الأرواح والممتلكات أولوية مطلقة في هذه المرحلة الحرجة.

ويأتي ذلك في إطار توجيهات القيادة السياسية بضرورة الاستعداد الدائم لمواجهة الكوارث الطبيعية واتخاذ جميع الإجراءات الوقائية التي تقلل حجم الخسائر المحتملة وتحمي حياة المواطنين، خاصة أن محافظة الغربية تمتلك شريطاً طويلاً من الأراضي الزراعية الخصبة المطلة على مجرى النيل، مما يجعلها في دائرة التأثر المباشر بأي تغير في منسوب المياه، وهو ما يفرض رفع حالة التأهب القصوى والاستعداد الكامل على مدار الساعة.

كما شددت المحافظة على أن مواجهة مثل هذه الأزمات لا تقتصر على دور الدولة وحدها، وإنما تحتاج إلى وعي وتعاون مجتمعي واسع يشارك فيه المواطنون إلى جانب الأجهزة التنفيذية، من أجل تجاوز أي تداعيات محتملة وضمان عودة الأمور إلى طبيعتها في أسرع وقت ممكن، مؤكدة أن أبناء الغربية يملكون تاريخاً طويلاً في التكاتف والتعاون وقت الشدائد، وأن هذه المرحلة تمثل اختباراً جديداً لقدرتهم على الصمود والوحدة في مواجهة التحديات.