منصة التطوع التعليمي | صحيفة مكة

منصة التطوع التعليمي | صحيفة مكة


قبل أن أسترسل بمقالتي هذه سأعطيك رقمين عن التعليم والتي تعتبر الأضخم بين وزارات المملكة، الرقم الأول عدد منسوبيها يتجاوز 720 ألف موظف وموظفة والرقم الثاني أكثر من 6,1 ملايين طالب وطالبة في التعليم العام.

لك أن تتخيل هذين الرقمين الكبيرين لقطاع تنموي ضخم والمحرك الرئيس للقوى البشرية لا يملك مشاركة تطوعية تليق بمقامهم وعظيم رسالتهم التربوية؛ فالمهمة ليست بالمستحيلة ولا تحتاج لمعجزة، فقط تحتاج وزارة التعليم أن تعرف قدراتها وتؤمن بمواردها وتستوعب دورها المجتمعي، فهي الأحق والأجدر بقيادة القطاع التطوعي من حيث ما يميزها من تنوع الفرص التطوعية ونوعية المبادرات ووفرة الموارد بأنواعها البشرية، المادية، الرأسمالية والمعنوية.


بحسبة شيبان وجدت أن نسبة المتطوعين في وزارة التعليم نسبة إلى إجمالي عدد طلابها ومنسوبيها تقل عن 2.5% وهذه نسبة متواضعة جدا لقطاع تعليمي تربوي يملك كل مقومات النجاح في قيادة رؤية التطوع في السعودية.

المقام هنا ليس مقام إقناع بأهمية التطوع فأنت عزيزي القارئ أيا كانت صفتك افترض أنك على علم بما يقدمه التطوع من فوائد في تنمية المجتمع وتأثيره الإيجابي على الفرد، وركز بشكل أكبر على تأثير التطوع على الفرد؛ لأنها رسالتي في هذه المقالة والتي أرجو أن نتفق فيها على أن التطوع فرصة ذهبية لصقل شخصية الطلاب وإكسابهم مهارات تهيئهم كجيل قوي يمتلك كل مقومات النجاح للأخذ بزمام رؤية بلادنا إلى مصاف الدول العالمية وقيادة المشهد العالمي، طموح كبير ولكن ليس مستحيلا إذا علمت أن أبناء جزيرة العرب (أجدادنا) قادوا العالم لقرون.

دعني لا أذهب بك بعيدا عن فكرتي بإنشاء منصة تطوع وطنية تشرف عليها وزارة التعليم بالتعاون مع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية تستهدف منسوبي وطلاب وطالبات التعليم العام، فمن خلالها تستطيع الوزارة تصميم السياسات والإجراءات المناسبة لبيئة العمل التعليمية والفئة العمرية للطلاب والطالبات والتي قد لا تتناسب مع شروط منصة التطوع الوطنية العامة.

هذه المنصة ستكون تحولا تنمويا عظيما من حيث استثمار المدارس في فترة الدوام الرسمي وما بعده؛ لتكون حاضنة للمبادرات التنموية ومولدة للفرص التطوعية، وتفعل فيها دور المدرسة المجتمعي داخل الأحياء، كما ستحظى هذه المنصة بتصميم المبادرات التطوعية التعليمية والقيمية والتدريبية، حيث ستكون الصف الأول في محاربة الظواهر السلبية التي قد تؤثر على جيل النشء وتقوم بالضربة الاستباقية في إحباط نتائج عزوف الجيل الناشئ عن مسؤولياته الاجتماعية وضامن ذهبي لتأهيل قيادات جديدة تكمل مسيرة المملكة نحو الصدارة العالمية.

كما أن المنصة ستتيح للوزارة تفعيل الأنشطة الطلابية داخل المدرسة وتعيد للطلاب مجد الأنشطة الطلابية في السابق والتي كان لها دور كبير في اكتشاف المواهب الطلابية كما ستعلم الطلاب والطالبات العمل المؤسسي التنظيم الإداري والمبادرة في خدمة محيطهم، كذلك ستمنح الطالب فرصة المنافسة وحفظ ساعاته التطوعية.

كما أن فائدة الوزارة أعظم من حيث تحقيق أهدافها في تحسين جودة البيئة التعليمية وفتح المجال للمشاركة المجتمعية وخاصة الأسرة من خلال إشراكهم في تصميم أو تنفيذ المبادرات مع أبنائهم الطلاب إضافة إلى أنها ستكون فخورة بما يحققه منسوبوها فهي الحاضن الأكبر للمواهب ومن الجميل استثمار هذه المواهب في دعم التطوع التعليمي وتأسيس الفرق التطوعية المنظمة والرسمية من خلال منصة التطوع التعليمي، إضافة للمنافسة العالمية في هذا المجال وتوثيق الأعمال التطوعية بشكل رسمي محوكم تفاخر به بلادنا في المحافل الدولية.

أخيرا.. هذا المشروع ليس مشروع وزارة، بل مشروع وطن وكلي ثقة بأن القيادات في الوزارة تستوعب رسالتي والتي اجتهدت أن اختصرها بمقالة، ولا أنسى أني على علم بحماس فريق إدارة التطوع بالوزارة وكذلك أدرك حجم طموحهم ورغبتهم الصادقة في نجاح ملف التطوع بالوزارة ومتفائل بما سيحققونه بإذن الله.

@raed_arn