
قال اللواء خالد الشاذلي، الخبير الأمني، إن حرب أكتوبر المجيدة انتصار عظيم بمثابة درس لا يزال يُحتذى به في القيادة وتأمين المعلومات، موضحًا أنه كرئيس مباحث سابق كان دائمًا ما يقارن بين التحديات الأمنية الصغيرة التي واجهها وبين القيادة العظيمة التي نفذت خطة حرب 73.
وطرح اللواء الشاذلي، خلال لقاء تليفزيوني، تساؤلاً جوهرياً يعكس خبرته العملية، قائلا: “أنا وأنا قيادة في المباحث الجنائية عاوز أنزل حملة على قرية.. أحضر قواتي وأحضر معلوماتي ومصادري وأحاول أحافظ على سرية المأمورية. هنا بلاقي صعوبة في الحفاظ على السرية.. كيف حافظت القيادة المصرية في 73 على سرية المعلومة؟”، مستعرضا مجموعة من العبقريات التكتيكية التي نفذتها القيادة المصرية، بقيادة الرئيس الراحل أنور السادات، لضمان السرية وتحقيق عنصر المفاجأة الاستراتيجية.
وكشف عن أبرز أسرار انتصار حرب أكتوبر، وأولها المناورات والإيهام الاستراتيجي وتنفيذ مناورات عسكرية متواصلة وإيهام إسرائيل بأنه لن تكون هناك حرب، وهو ما يعترف به الخصم الآن في كتبهم قائلين: “احنا اتخدعنا”، فضلا عن اختيار التوقيت واختيار يوم الغفران (يوم كيبور)، وهو يوم عيد وعطلة رسمية لدى الجانب الإسرائيلي، علاوة على العبقرية اللغوية والشفرة النوبية، واصفا استخدام اللغة النوبية كشفرة بأنه “حاجة حلوة قوي”.
وأشار إلى أن الفكرة جاءت من رجل نوبي يدعى إدريس، مؤكدا أن سر نجاح الشفرة يكمن في أنها “تقرأ ولا تُكتب”، مما جعل اكتشافها أمراً مستحيلاً على العدو، موضحا أن الفكرة النوبية لم تكن قراراً من ضابط أو قائد واحد، بل كانت نتاج عمل جماعي وتم الموافقة عليها من القيادة العليا، مؤكداً: “طول ما في عمل جماعي، ربنا بينصره”.
ولفت إلى الدعم العربي خلال حرب أكتوبر المجيدة، معتبراً أن أكتوبر شهد ولأول مرة تكاتفاً عربياً في موقف موحد، سواء بمشاركة جنود من ليبيا والجزائر، أو بدعم سوريا في الجبهة الشمالية، أو بالموقف البطولي للمملكة العربية السعودية وملكها الراحل في استخدام سلاح البترول.
وفي لفتة بالغة الأثر، تناول اللواء الشاذلي تضحية القيادة، مشيراً إلى أن أول الشهداء في الحرب كان النقيب طيار عاطف السادات، شقيق الرئيس الراحل، معلقا على ذلك من منظور القيادة قائلا: “أنا نازل مأمورية وعندي ابني ولا عندي أخويا الصغير، أخاف عليه، ده دافع بيه!”، مؤكداً أن وجود شقيق قائد القوات المسلحة ضمن الصفوف الأمامية وأوائل الشهداء يرفع الروح المعنوية ويجسد معنى الإخلاص والتضحية للوطن.
وأكد على عظمة مكانة مصر، مستدلاً باستشهاد سيدنا يوسف بقوله: “اجعلني على خزائن الأرض”، وتجلي الله في جبل موسى في سيناء، مشدداً على أن مصر والسعودية والدول العربية لو اجتمعت على قوة واحدة ويد واحدة “هتتغير أمور كتير”.