
كشف الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، عن شخصية الفاروق عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، متناولا تحوله العظيم من معارض شديد للإسلام إلى أحد أعمدة الدين، ومواقفه البطولية في الهجرة.
وأكد الدكتور كريمة، خلال لقائه مع الإعلامي أشرف محمود، ببرنامج “الكنز”، المذاع على قناة “الحدث اليوم”، على كلمة تاريخية أطلقها الفاروق عمر في حق سلفه، أبي بكر الصديق قائلا: ”لقد أتعبت من جاء بعدك”، معتبرا أن هذه الجملة هي خير ختام لدراسة سيرة الصديق، الذي وضع معايير عالية للقيادة والإخلاص.
وأشار إلى إجماع الصحابة على خلافة عمر بعد أبي بكر، حين استشار الصديق الناس، فقال سيدنا علي بن أبي طالب (رضي الله عنه): “رضينا إذا كان الخليفة عمر”، مؤكدًا أن إسلام سيدنا عمر كان حدثاً فاصلاً، بل وتلبية مباشرة لدعاء النبي (صلى الله عليه وسلم): “اللهم أعز الإسلام بأحد الرجلين: عمرو بن هشام أو عمر بن الخطاب”، وقد أصابت الدعوة عمر (رضي الله عنه).
وسرد قصة إسلام سيدنا عمر بن الخطاب، مُبرزاً نقطة تحول عاطفية، حين خرج عمر (رضي الله عنه) يوماً متوشحاً بسيفه، ينوي راحة المجتمع من دعوة النبي، قاصداً دار الأرقم حيث كان النبي يعلم الصحابة، وقابله رجل حوّل مساره بذكاء، قائلاً: “اذهب أولاً فقم أهل بيتك.. فاطمة أختك وزوجها لقد أسلموا”، واتجه عمر إلى بيت أخته، فسمع صوت القارئ يتلو فواتح سورة طه (مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ)، وعندما هاجم زوج أخته، قامت أخته تدافع عنه فضربه فسال دمها، وهذه الدماء حولت الخشونة والفظاظة إلى رقة متناهية، وطلب عمر ما يقرأ، فشرطت عليه أخته أن يتوضأ وقرأ سورة طه، وقال: “والله ما أطيب هذا الكلام”، وتوجه عمر إلى دار الأرقم، وبمجرد ما دخل، هزّه النبي (صلى الله عليه وسلم) وقال: “أما آن لك أن تسلم؟”. فأسلم وكبّر المسلمون تكبيرات “ارتجت لها مكة”، وبإسلامه، انتقلت الدعوة من السرية إلى العلانية.