عالم بالأوقاف يكشف عن أهم وصايا أبي بكر الصديق ودروس في الزهد قبل الوفاة

عالم بالأوقاف يكشف عن أهم وصايا أبي بكر الصديق ودروس في الزهد قبل الوفاة

كشف الشيخ أحمد سعيد فرماوي، من علماء وزارة الأوقاف، عن تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة الخليفة الأول أبي بكر الصديق، مركزاً على أهم وصاياه وإجراءاته التي تجسد قمة الزهد والإخلاص.

​وأكد “الفرماوي”، خلال لقائه مع الإعلامي أشرف محمود، ببرنامج “الكنز”، المذاع على قناة “الحدث اليوم”، أن أبو بكر الصديق ظل خليفة للمسلمين عامين (من 11هـ إلى 13هـ)، كانت مليئة بالإنجازات التاريخية، أهمها حروب الردة ومانعي الزكاة، وجمع القرآن الكريم في مكان واحد، ولم يطل مرض أبي بكر الصديق، الذي أوصى في أيامه الأخيرة بوصفها أحد أهم أعماله التي تركها للأمة، وقد تمثلت وصيته الكبرى في اختيار سيدنا عمر بن الخطاب لخلافة المسلمين من بعده، واستدعى سيدنا عثمان بن عفان ليكتب هذا الكتاب، وكتب عثمان: “هذا ما أوصى به أبو بكر بن أبي قحافة.. أن يتولى أمر المسلمين عمر بن الخطاب”.

وأشار إلى أهمية توقيت الوصية، حيث كتبها الصديق وهو مدبر عن الدنيا مقبل على الآخرة، في وقت يؤمن فيه الفاجر والمنافق ويصدق فيه الكاذب، مؤكداً أن هذا التوقيت يضمن نزاهة الوصية، وبعد وفاة الصديق، قرأ سيدنا عثمان الوصية على المسلمين في المسجد، فأجمعوا جميعاً على خلافة سيدنا عمر (رضي الله عنه)،  وردّ “أجر” عامين للخلافة، و​جاءت وصايا أبي بكر المتعلقة بشؤونه الشخصية لتعكس أعلى درجات الزهد وعدم استغلال سلطة الخلافة، وطلب الصديق من ابنته السيدة عائشة (رضي الله عنها) أن تنظر إلى بعض الأغراض التي استخدمها خلال فترة خلافته، وأمر بردّها إلى بيت مال المسلمين: الناضح (الجمل): الذي كان يستصبح منه حليب الألبان، والجفنة: التي كان يحلب فيها، و​القطيفة: التي كان يلتحف بها.

​وأشار  إلى أن الصحابة كانوا قد اتفقوا على تخصيص درهمين يومياً لأبي بكر من بيت مال المسلمين، كقوت رجل متوسط من قريش، وذلك بعد أن أراد هو الخروج للعمل في سوق المسلمين بعد توليه الخلافة، وعند وفاته، قال لأم المؤمنين عائشة: “ما كنت لأعمل للمسلمين بأجر”، وأمر ببيع قطعة الأرض التي يملكها في “العالية”، وأن يوضع ثمنها في بيت مال المسلمين، وهكذا، مات الصديق وهو لا يترك شيئاً لنفسه من مال المسلمين، بعد أن أنفق ماله كله (الذي قُدّر بنحو 40 ألف دينار) في سبيل الله، قائلاً للنبي (صلى الله عليه وسلم) حين سأله: “ما تركت لأولادك يا أبا بكر؟ قال: تركت لهم الله ورسوله”، و​شهد الصديق شهادة الحق وفاضت روحه، ليضرب أروع الأمثلة في القيادة المخلصة التي لا تأخذ من الدنيا شيئاً.