
قال المحامي بالنقض والاستشاري الأسري وائل نجم إن الغيرة شعور فطري طبيعي موجود لدى الرجل والمرأة، لكنها تصبح مشكلة عندما تتجاوز حدودها الطبيعية وتتحول إلى سيطرة خانقة على الطرف الآخر.
وأوضح نجم خلال مشاركته في لقاء تليفزيوني، أن كثيرًا من الأزمات الأسرية تحدث عندما يخلط أحد الطرفين بين الغيرة كدليل على الحب، وبين تحويلها إلى وسيلة للتحكم، مؤكدًا أن الثقة المتبادلة هي الركيزة الأساسية لأي علاقة ناجحة.
وأشار إلى أن هناك حالات عديدة انهارت حياتها الزوجية بسبب الغيرة المفرطة، حيث يحاول بعض الرجال فرض سيطرتهم بمنع الزوجة من الخروج أو التدخل في تفاصيل علاقاتها الاجتماعية، في حين تميل بعض النساء أيضًا إلى الغيرة الزائدة التي قد تؤدي إلى خلافات حادة.
وأضاف الاستشاري الأسري أن انعدام الثقة يولّد الشكوك، وعند غياب الثقة تنهار العلاقة مهما كانت قوة الحب بين الطرفين، لافتًا إلى أن طبيعة العمل اليوم تفرض احتكاكًا بين الجنسين في مواقع العمل والدراسة، وهو ما يستلزم قدرًا أكبر من الثقة والوعي بدلاً من التضييق غير المبرر.
وشدد نجم على أن الغيرة المقبولة هي التي تبقى في حدود الاطمئنان والحرص، مثل السؤال عن الوصول بأمان إلى مكان العمل، أما إذا تحولت الغيرة إلى أسلوب رقابي دائم فإنها تصبح قيودًا مدمرة للحياة الزوجية.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن ضبط الغيرة لا يكون إلا من خلال بناء علاقة قائمة على التفاهم والثقة والاحترام المتبادل، مشيرًا إلى أن الغيرة إذا زادت عن حدها تحولت من شعور جميل إلى مسمار يهدم استقرار الأسرة.