هذا هو المثلث المنوّر للنصر في السادس من أكتوبر

هذا هو المثلث المنوّر للنصر في السادس من أكتوبر

أكد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن يوم السادس من أكتوبر هو يوم عظيم من أيام الله، موضحًا أنه لم يكن مجرد نصر عسكري، بل مدد رباني وتجلي نوراني ارتبطت فيه الأرض بالسماء، حيث شعر الجنود المصريون وهم يخطون بأقدامهم على رمال سيناء أن الأرض امتلأت نورًا وبركة، فارتفعت صيحات “الله أكبر” التي هزت القلوب قبل أن تهز الميادين.

أوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حلقة برنامج “مع الناس”، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، أن يوم العبور لم يكن مجرد انتقال من ضفة إلى أخرى، وإنما كان انتقالًا حضاريًا للأمة كلها من الهزيمة إلى اليقين بقدرة الله، ومن الوهم الذي صنعه جيش الاحتلال إلى حقيقة أن الكذب لا يصمد طويلًا أمام الحق، مشيرًا إلى أن هذا اليوم يمثل منهج حياة يتجدد في كل عصر.

وأضاف الدكتور عمرو الورداني أن هذا اليوم لا يجوز أن يُستدعى فقط كذكرى عاطفية تعلق لها الأعلام، بل هو خارطة طريق تعلمنا كيف نبني ونعبر الأزمات بإرادة وعزيمة، لافتًا إلى أن أركان العبور الحضاري يمكن تلخيصها في مثلث يسميه “المثلث المنوّر للعبور”.

وأوضح أن الركن الأول من هذا المثلث هو إزالة الأذى وتفتيت وهم العجز، مؤكدًا أن العدو وأعوانه دائمًا ما يحاولون بث الخوف وزرع العثرات أمام الناس ليشعروا بالعجز، لكن المؤمن لا يعرف كلمة “مستحيل” ويستحضر قول الله تعالى: “أليس الله بكافٍ عبده” و”إن معي ربي سيهدين”.

سقط النمرود 

وأشار الورداني إلى أن النبي ﷺ علّم الأمة أن تستعيذ من العجز والكسل، لأن أول طريق النصر هو التحرر من هذه الأوهام، كما حدث في حرب أكتوبر حين كسرت مصر أسطورة “الجيش الذي لا يُقهر”، تمامًا كما سقط النمرود رغم جبروته، مؤكدًا أن كل غاصب ومحتل يصور للناس أنه قادر على التحكم في مصائر العباد، لكن الحقيقة أن الواقع مكتوب لله وحده، والنصر للمتمسكين بنور الله.

وأكد أمين الفتوى، أن الجيش المصري الباسل في أكتوبر كان خير أجناد الأرض، وأن أول انتصار تحقق وقتها كان انتصارًا على الوهم قبل أن يكون انتصارًا على الأرض، داعيًا الأمة إلى استلهام هذا المنهج الحضاري في مواجهة التحديات المعاصرة.