
قال عماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة الشروق، إن قبول حركة حماس لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمر في غاية الصعوبة، لكن في الوقت ذاته فإن رفضها قد يكون أكثر تعقيدًا، موضحا أن الخطة “ملغّمة” وتحمل الكثير من التفاصيل الغامضة التي يمكن أن تستخدمها إسرائيل لاحقًا لاستئناف عدوانها، كما أن رفضها يمنح إسرائيل ذريعة إضافية للمزيد من الضغط على قطاع غزة.
وأضاف حسين، خلال مداخلة هاتفية على شاشة “إكسترا نيوز”، أن الخطة تحتوي على نقاط إيجابية، من أبرزها وقف الحرب ومخطط التهجير، وهو ما يمثل أهمية كبرى للحفاظ على الشعب الفلسطيني داخل أرضه، إلا أنه أشار إلى أن اللغة المستخدمة في صياغة الخطة تحتاج إلى المزيد من الانضباط، كما شدد على أهمية وجود ضمانات واضحة تلزم إسرائيل بتطبيق ما جاء فيها، مشيرًا إلى ما ذكرته وزارة الخارجية المصرية في بيانها الذي طالب بضبط الصياغات وتحديد الجداول الزمنية بدقة، وعدم ترك الأمور للنيات أو التأويل.
وأكد حسين أن في حال رفضت حماس الخطة، فإن إسرائيل ستسارع إلى تحميلها مسؤولية فشل المسار السياسي، مستغلة بذلك موجة الاعترافات الدولية الأخيرة بالدولة الفلسطينية. كما حذّر من أن هذا السيناريو قد يُستخدم لتبرير استمرار العدوان وتكثيف الحصار على غزة، بل ومحاولة فرض أمر واقع جديد داخل القطاع، داعيًا حماس إلى اعتماد صيغة مرنة تحفظ لها حق المناورة، مثل طلب توضيحات أو تعديل بعض البنود بدلًا من الرفض المباشر.
وأشار حسين إلى أن الموقف المصري من الخطة كان متزنًا، حيث رحّبت القاهرة بالبنود التي تحفظ حقوق الفلسطينيين على الأرض، لكنها في الوقت ذاته نبّهت إلى الثغرات التي قد تُستغل من قبل حكومة نتنياهو للانقلاب على الاتفاق.
وتحدث عن تأثير الخطة على استقرار المنطقة، معتبرًا أن نجاحها في وقف الحرب قد يفتح المجال لإعادة تشكيل المشهد السياسي في إسرائيل، وربما يؤدي إلى إضعاف التيار اليميني المتطرف، مشددًا في الوقت ذاته على أن المشكلة لا تقتصر على الحكومة الإسرائيلية، بل على المجتمع الإسرائيلي الذي يميل بشكل متزايد نحو التطرف.