تحولت دائرة إمبابة إحدى أكثر دوائر الجيزة سخونة وإثارة للجدل في انتخابات مجلس النواب 2025، إلى مسرح لمفاجآت غير متوقعة بعد قرار الهيئة الوطنية للانتخابات بإلغاء نتائج الجولة الأولى وإعادة التصويت، ما قلب المشهد السياسي رأسًا على عقب وأعاد ترتيب المنافسة بين المرشحين.
قبل الإلغاء.. سباق رباعي وأرقام قياسية
قبل قرار الإلغاء كان السباق في إمبابة محتدمًا بين 4 مرشحين على مقعدين، حيث سجلت الدائرة أرقام تصويت مرتفعة وغير معتادة حيث جاءت النتائج كالآتي:
-وليد المليجي (مستقبل وطن): 28.106 صوت
-أحمد العجوز (مستقل): 25.205 صوت
-إيهاب الخولي (حزب المحافظين): 22.860 صوت
-أحمد عبدالقادر (حزب الجيل): 20.310 صوت
السباق كان متقاربًا، مما أتاح لكل مرشح فرصة قوية لخوض جولة الإعادة، في حين حافظ إيهاب الخولي على مركز متقدم مؤهلًا لمواصلة المنافسة.
انسحاب نشوى الديب من السباق الإنتخابي
في هذا الوقت، كانت نشوى الديب، المرشحة المستقلة، قد أعلنت انسحابها من السباق قبل الإلغاء، ما اعتبر حينها خسارة مبكرة لها من حسابات الجولة الأولى، خصوصًا مع الانقسام الواضح في أصوات الناخبين بين المرشحين الأربعة الرئيسيين.
بعد المطالبة بالإعادة.. إعادة رسم المشهد
مع صدور قرار الهيئة الوطنية للانتخابات بإلغاء نتائج الجولة الأولى، بدأت الدائرة تشهد تحولًا كبيرًا في المشهد الانتخابي، المطالبة بالإعادة جاءت بعد رصد مخالفات في سير الانتخابات السابقة، ما دفع الهيئة إلى إعادة ترتيب العملية الانتخابية بالكامل لضمان نزاهة النتائج.
نتائج الدائرة بعد الإعادة
الانتخابات المعاد إجراؤها أظهرت نتائج مفاجئة:
أحمد العجوز (المستقل): 12.750 صوت
نشوى الديب (المستقلة، عادت إلى المنافسة): 9.937 صوت
وليد المليجي (مستقبل وطن): 9.529 صوت
الإعادة تتخلى عن إيهاب الخولي
أكبر المفاجآت كانت في أداء إيهاب الخولي القيادي بحزب المحافظين، الذي كان قد حصل على أكثر من 22 ألف صوت في الجولة الأولى، لكنه في الانتخابات المعاد إجراؤها لم يحصل سوى على 1.300 صوت فقط، ليخرج نهائيًا من السباق، ما أثار تساؤلات حول تغير خريطة الدعم الشعبي في الدائرة.
الانسحاب الأول وخسارة نشوى الديب
العودة المفاجئة لنشوى الديب إلى السباق بعد انسحابها الأولي، وضعت المرشحة المستقلة في قلب المنافسة، وسمحت لها بالاستفادة من التغيرات في أرقام الأصوات، كان انسحابها الأول في الجولة الأولى بمثابة خسارة محتملة، لكنها تحولت إلى فرصة بعد إعادة التصويت، لتصبح واحدة من أبرز المرشحات في الجولة الثانية.
تحولات غير مسبوقة
التحولات الكبيرة في أرقام الأصوات بين جولتي ما قبل الإلغاء وبعد الإعادة، أثارت نقاشًا واسعًا داخل وخارج الدائرة، خاصة مع تراجع الأصوات بشكل حاد لعدد من المرشحين الكبار، مقارنة بالأرقام الضخمة السابقة، إذ أن إعادة الانتخابات أعادت ضبط العملية الانتخابية بعد رصد مخالفات، وكشفت حجم التصويت الحقيقي للدائرة، كما أبرزت تغير التوازنات السياسية بين المرشحين، أبرز هؤلاء هو إيهاب الخولي، الذي فقد بشكل دراماتيكي مركزه بعد أن كان أحد أبرز المنافسين في الجولة الأولى.
المشهد النهائي وجولة الإعادة القادمة
مع اقتراب جولة الإعادة المقررة يومي 24 و25 ديسمبر في الخارج، و27 و28 ديسمبر في الداخل، تبقى دائرة إمبابة محطة حاسمة لمستقبل البرلمان القادم، المنافسة الآن بين المرشحين القادرين على تعبئة قواعدهم الشعبية، مع تأثر كل مرشح بخسائر الجولة السابقة وتغير ترتيب الدعم بين الجماهير.