أكدت لمياء محمد، الباحثة بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن العدوان الذي يحدث ضد المسلمين في الغرب واللذي يُسمى الإسلاموفوبيا هو نوع من الاعتداء على كرامة الإنسان، لأن الذي يسيء إلى إنسان بسبب دينه أو شكله يسيء للإنسانية نفسها. وأضافت: “زي ما بنرفض التطرف باسم الدين، لازم كمان نرفض الكراهية ضد الدين، واللي بيتربى على احترام نفسه واحترام غيره عمره ما يكون يومًا متطرف أو عنيف، لأن اللي يرى الناس شركاء في الكرامة لا يقدر على الاعتداء عليهم، أما من يعيش في جو كراهية وإقصاء يرى أن إهانة المختلف عنه عبادة، وإن ازدراء غيره قربه”.
وأوضحت خلال حلقة برنامج “فكر”، المذاع على قناة الناس اليوم الجمعة : “لازم نعزز مفهوم الكرامة الإنسانية في التعليم والدين والإعلام لأنه أقوى سلاح ضد التطرف، الأزهر الشريف أكد في وثائقه وكلامه أن الإسلام دين الكرامة وليس الإذلال، وأن حرية الإنسان وحقه في الحياة والاختلاف أصل شرعي لا يجوز المساس به. والدفاع عن الدين لا يكون بإهانة الناس، لكن بإظهار جمال الدين في السلوك والأخلاق، وسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم قال: ‘أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا’، فالقوة في الخلق وليست في الغضب أو الصوت العالي”.
وأضافت الباحثة أن من صور الاعتداء على كرامة الإنسان في عصرنا الحالي ما يعرف بالإسلاموفوبيا، والتي تعني الخوف أو العداء الموجه ضد المسلمين، مؤكدة أن هذا السلوك لا يسيء للإسلام فقط، لكنه يسيء للكرامة الإنسانية، لأن ازدراء الإنسان بسبب دينه أو مظهره شكل من أشكال العنصرية المرفوضة في كل الشرائع.
وتابعت: “ولأن الكرامة لا تتجزأ، وزي ما بنرفض أن يُهان أي شخص باسم الدين، نرفض أيضًا أن يُهان مسلم بسبب دينه. الإسلاموفوبيا والتطرف وجهان لعملة واحدة؛ كلاهما يهدم إنسانية الإنسان ويكسر كرامته ويُفسد روح التعايش والسلامة”.
وقالت: “أمتنا اليوم بحاجة إلى أشخاص يحيون الرحمة في القلوب، لا من يكفر ويقصي ويقتل، لأن مبدأ حفظ كرامة الإنسان ليس تفصيلة في الإسلام، بل هو أصل من أصوله، ومن يفرط فيه كأنه فرط في جوهر الدين كله. التطرف يبدأ عندما تُهان الكرامة، وينتهي عندما نسترجعها، ولما نحترم الإنسان نحترم الرسالة التي جاءت من رب الإنسان”.
