شهدت المرحلة الأولى الملغاة بانتخابات مجلس النواب 2025 تغييرات مفاجئة في أعداد الأصوات التي حصل عليها عدد من المرشحين، خصوصًا مرشحي الأحزاب التقليدية، الذين تكبدوا خسائر كبيرة مقارنة بالنتائج المعلنة في الجولة الأولى قبل الإلغاء.
انتخابات مجلس النواب 2025
وفي المقابل، صعد مرشحون مستقلون بشكل واضح، مستقطبين ثقة الناخبين في عدة دوائر، ما أثار جدلًا واسعًا حول الفروق الكبيرة بين أعداد الأصوات في الجولة الأولى وتلك التي ظهرت بعد إعادة الانتخابات، خصوصًا في محافظات مثل قنا وسوهاج والإسكندرية والبحيرة.
أبرز الخسائر بين المرشحين
أظهرت أرقام الحصر العددي بعد إعادة الانتخابات الملغاة أن بعض المرشحين الذين كانوا يتصدرون النتائج في الجولة الأولى الملغاة خسروا جزءًا كبيرًا من قاعدة دعمهم، فقد تراجع معتز محمد محمود بدائرة قوص بقنا من 65 ألف صوت في الجولة الأولى إلى 12 ألفا في الجولة الثانية بعد الإلغاء، بينما هبطت أصوات خالد خلف الله بدائرة نجع حمادي من 78 ألفًا إلى 28 ألفًا فقط، أي فقد نحو 50 ألف صوت.
وفي محافظة الإسكندرية، شهدت دائرة الرمل تراجع أصوات عمر الغنيمي من 51 ألف صوت إلى 20 ألفًا، فيما هبطت أصوات أحمد عبدالمجيد من 52 ألفًا إلى 15 ألف صوت.
كما سجلت دمنهور بمحافظة البحيرة انخفاضًا ملموسًا في أصوات سناء برغش من 74 ألف صوت إلى 31 ألفًا، في حين شهدت إمبابة تراجعًا حادًا في أصوات إيهاب الخولي من 22 ألف صوت إلى 1,500 صوت فقط.
أسباب الخسائر
تعد هذه الخسائر الكبيرة نتاجًا لعدة عوامل، أبرزها تأثير قرار الإلغاء الذي دفع الناخبين إلى إعادة تقييم خياراتهم بعد متابعة الطعون والمخالفات التي شابت الجولة الملغاة.
كما ساهم ضعف الإقبال على التصويت في بعض الدوائر خلال الجولة الثانية بعد الإلغاء في انخفاض ملحوظ في أعداد الأصوات، بينما استفاد بعض المرشحين المستقلين من إعادة توزيع الأصوات واستقطاب قاعدة جديدة من الناخبين.
ردود فعل المواطنين
أبدى المواطنون دهشتهم من الفروق الكبيرة بين الجولة الملغاة والجولة الثانية بعد الإلغاء، معتبرين أن بعض الأصوات اختفت أو تغيرت بشكل غير متوقع، وهو ما يعكس تحولات مفاجئة في التوجهات الانتخابية بين الجولتين.
واعتبر العديد من المواطنين أن هذه التغيرات تؤكد قدرة الناخبين على تغيير اتجاهاتهم بسرعة، وأن الانتخابات تبقى مرآة دقيقة للرأي العام، خصوصًا في الدوائر التي شهدت منافسة حامية وصعودًا للمستقلين.
مطالب بالشفافية
وطالب العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي الهيئة الوطنية للانتخابات بنشر قوائم الناخبين في المرحلتين، لضمان الشفافية وتوضيح حقيقة ما حدث، واعتبروا أن ذلك السبيل الوحيد لطمأنة المواطنين وإغلاق باب الجدل حول النتائج المتباينة بين الجولة الملغاة والجولة الثانية بعد الإلغاء.
خلاصة المشهد الانتخابي
توضح هذه النتائج أن المشهد الانتخابي، رغم ضعف الإقبال في الجولة الأخيرة بالمرحلة الأولى الملغاة، لا يزال محفوفًا بالمفاجآت، وأن مرشحي الأحزاب التقليدية قد يواجهون خسائر كبيرة أمام صعود المرشحين المستقلين.
كما تعكس هذه الخسائر الحاجة إلى مراقبة دقيقة للانتخابات، لتقليل أي جدل محتمل حول صحة الفرز وموثوقية الأصوات في المستقبل، خصوصًا في الدوائر التي شهدت تقلبات كبيرة بين الجولة الملغاة والجولة الثانية بعد الإلغاء.
