في تقرير تحليلي نقدي، وصفت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية حفل قرعة كأس العالم 2026 بأنه كان أقرب إلى مهرجان استعراضي دعائي على طريقة “ريسلمانيا”، بعيدًا عن السحر الحقيقي الذي تحمله كرة القدم العالمية.
وافتتح رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، الحفل بالتأكيد على أنها “ليست قرعة عادية”، وهو ما تحقق بالفعل، حيث غلب الطابع السياسي على الحدث وتضمن إشارات لأزمات عالمية مثل غزة وكوسوفو، مما جعله يبدو أقرب إلى الدعاية وأثار استياء المراقبين.
تشكيك في دور دور ترامب للحفاظ علي السلام
وبلغت اللحظات المثيرة للجدل ذروتها حين منح إنفانتينو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “جائزة الفيفا الافتتاحية للسلام”، وسط شعارات “كرة القدم توحد العالم”.
المشهد بدا كئيبًا، حيث جلس كبار الشخصيات في صمت، قبل أن يصعد ترامب على المسرح برفقة مشاة البحرية الأمريكية لاستلام جائزته.

وزاد من سخرية الموقف، بحسب الصحيفة، أن تقارير من شرق الكونغو أكدت اندلاع القتال بعد ساعات من إعلان اتفاق سلام، مما شكك في مزاعم الفيفا حول دور ترامب في إنهاء الصراعات.
انتقادات حادة لأسعار التذاكر والإجراءات التنظيمية
وانتقد رونان إيفين، رئيس رابطة مشجعي كرة القدم في أوروبا، بشدة أسعار التذاكر التي أشاد بها ترامب، متسائلًا إلى متى سيُسمح لإنفانتينو بالاستمرار في قيادة اللعبة نحو القاع.

وعلى الصعيد التنظيمي، وصفت “الإندبندنت” الحدث بـ “الفوضوي”، حيث تسبب وجود ترامب في طوابير انتظار طويلة للحضور وسط الثلوج، مع إجراءات أمنية مشددة من جهاز الخدمة السرية. حتى الفنانين اشتكوا من الظروف، إذ اضطر أحد الموسيقيين للعزف بأصابع متجمدة على المسرح مع أندريا بوتشيلي، في مشهد بدا أقرب لتقليد رديء لبافاروتي.

نكات مملة وفقرات سخيفة
وأضافت الصحيفة أن الفقرات الترفيهية زادت من شعور الانفصال، حيث كان ريو فرديناند محور فيديو طويل مليء بالنكات المملة، بينما ظهر المقدمان كيفن هارت وهايدي كلوم بملابس مختلفة وكأنهما في مناسبتين منفصلتين.

ورغم أن القرعة أفرزت مواجهات مثيرة، مثل وقوع إنجلترا مع كرواتيا وغانا، والمغرب مع البرازيل، إلا أن الصحيفة خلصت إلى أن الحدث كان منفصلًا عن جوهر كرة القدم، التي ترتبط بالمعاناة المشتركة أكثر من الشعارات الدعائية التي رددها إنفانتينو، الذي وصف الفيفا بأنها “المزود الأول للسعادة للبشرية”.

