
قبل انطلاق انتخابات مجلس النواب 2025، تصاعدت الخلافات داخل تحالف الأحزاب السياسية، الذي يضم نحو 42 حزبًا سياسيًا، كاشفة عن أزمة داخلية تهدد تماسك التحالف الذي كان يُنظر إليه كأحد أذرع التنسيق السياسي الداعمة للدولة خلال السنوات الماضية.
خلافات حول المقاعد الفردية داخل تحالف الأحزاب السياسية
وتفجّرت الخلافات حول آلية المشاركة في الانتخابات، وتحديدًا في ما يتعلق بالمقاعد الفردية، فبينما تميل بعض الأحزاب إلى خوض الانتخابات بشكل جماعي تحت راية التحالف، يطالب آخرون بمشاركة جزئية أو مستقلة، تتيح لهم فرصة تنافس حقيقية داخل دوائرهم، في ظل غياب ضمانات العدالة الانتخابية في بعض المناطق على حد قولهم.
وشهدت الاجتماعات الأخيرة لرؤساء الأحزاب نقاشات حادة وساخنة، عبر خلالها عدد من قيادات التحالف عن استيائهم من غياب رؤية موحدة تحدد استراتيجية خوض الانتخابات، مشددين على أن استمرار الغموض سيؤثر سلبًا على القواعد التنظيمية داخل الأحزاب ويضعف حضورها في الشارع السياسي.
اجتماع طارئ لاحتواء الأزمة
وفي محاولة لاحتواء الخلافات، دعا النائب تيسير مطر، رئيس حزب إرادة جيل وأمين عام تحالف الأحزاب المصرية، إلى اجتماع طارئ مساء الاثنين بمقر الحزب، لمناقشة المستجدات والوصول إلى صياغة وطنية عادلة تحقق التوازن السياسي للجميع.
وقال مطر إنه تلقى اتصالات مكثفة من عدد من رؤساء الأحزاب، على رأسهم المستشار حسين أبو العطا رئيس حزب المصريين، للمطالبة بسرعة عقد الاجتماع، مؤكدين ضرورة حسم الموقف قبل الدخول في المرحلة الرسمية من سباق الانتخابات.
المستقلين الجدد يعلن الانسحاب وتجميد المشاركة
من جانبه، أعلن الدكتور هشام عناني، رئيس حزب المستقلين الجدد، أن التحالف يقف أمام قرار مصيري، مؤكدًا أن غياب الشفافية حول شكل المشاركة في الانتخابات يهدد بانسداد الأفق السياسي، ويدفع بعض الأحزاب إلى إعادة النظر في موقعها داخل التحالف.
وأشار عناني إلى أن حزبه قرر تجميد مشاركته مؤقتًا في التحالف، إلى حين وضوح الرؤية النهائية بشأن طريقة توزيع المقاعد وتحديد فرص التنافس العادل، مضيفًا أن الحديث عن ترك بعض الدوائر للمنافسة الحرة يعني ضمنيًا أن هناك دوائر أخرى ليست كذلك، وهو ما يضر بمبدأ تكافؤ الفرص.
ظهور قائمة انتخابية من قلب التحالف
بالتزامن مع حالة التوتر داخل التحالف، ظهرت مؤشرات على تشكّل قوائم انتخابية جديدة خارج الإطار التقليدي للتحالف، أبرزها قائمة بناة مصر في شرق الدلتا، التي تضم عددًا من أعضاء حزب أبناء مصر – أحد مكونات التحالف.
وتتبنى القائمة خطابًا يركز على الكرامة الإنسانية واحترام وعي المواطن، حيث قدمت نفسها على أنها رؤية واقعية تستند إلى مبادئ سياسية واجتماعية بعيدة عن أساليب التضليل والتلاعب، في إشارة ضمنية إلى رغبتها في خوض الانتخابات بمعزل عن الترتيبات التقليدية لتحالف الأحزاب المصرية.
وقال محمد والي الأمين العام لحزب أبناء مصر في تصريح خاص لـ “مصر تايمز” وأحد مؤسسي القائمة إن القائمة تشمل عدد من أعضاء حزب أبناء مصر، وليس الحزب ذاته، فضلًا عن عدد من المستقلين.
وأوضح أن القائمة تخوض الانتخابات من أجل برلمان يليق بمكانة مصر ومن أجل صوت للمواطن يُسمع داخل القبة ، تضع قائمة بناة مصر رؤيتها وبرنامجها القائم على العمل والعلم والمسؤولية الوطنية