
في موسم يُعد من أبرز المواسم في مسيرته، أظهر محمد صلاح الأداء المتميز الذي يميزه، حيث أحرز هدفًا في الدقيقة 84 من مباراة كريستال بالاس، مما أنقذ فريقه من الهزيمة وساهم في إكمال موسمه بإنجازات لا تُنسى. هذا الهدف، الذي جاء من تمريرة دقيقة من كودي جاكبو، أضاف إلى إنجازاته الفردية، مؤكّدًا تألقه المستمر على ملعب أنفيلد.
تأثير الهدف على مسيرته الشخصية
رغم أن نتيجة المباراة لم تُحدث تغييرًا في مراكز الدوري، إلا أن هذا الهدف كان محفزًا لتسجيله 29 هدفًا في الموسم، مما جعله يحتل صدارة هدافي البريمييرليج. هذه المرة ليست الأولى التي يحقق فيها هذا الإنجاز، إذ سبق أن حصل على نفس الترتيب في مواسم 2017-2018، 2018-2019، و2021-2022، مما يعكس استقراره وتفوّقه على مدار السنوات.
مساهماته في التسجيل والصناعة
بالإضافة إلى أهدافه، سجّل صلاح 18 تمريرة حاسمة، مما جعله يحتل المركز الأول في قائمة صنّاع الأهداف. هذه الأرقام تُعتبر جزءًا من إنجازه الذي وصل إلى 47 مساهمة (التسجيل والصناعة)، مُعادلةً الرقم القياسي الذي كان مسجّلًا منذ أكثر من 30 عامًا، وهو نفس الرقم الذي حققه أندي كول وألان شيرار في مواسمهم.
جوائز وتكريمات في ختام الموسم
مع ختام الموسم، تسلم صلاح جائزتي “هداف الدوري” و”أفضل لاعب” في استفتاء رابطة النقاد الرياضيين، حيث حصل على 90% من الأصوات. هذا التقدير يعكس جودته وتأثيره، وهو ما لم يحققه أي لاعب آخر في البريمييرليج منذ بداية الألفية. كما تسلّم تاج الكأس من أيان راش، الهداف التاريخي لليفربول، في حضور جماهيرية كبيرة.
دوره في منتخب مصر وتصفيات كأس العالم
لم يقتصر تألقه على الدوري الإنجليزي، بل توسّع ليشمل أداءه مع منتخب مصر، حيث قادهم للتأهل لكأس أمم إفريقيا بالمغرب بثقة، وتصدر ترتيب المجموعة الأولى في تصفيات كأس العالم 2026. هذا الإنجاز يعكس قيادته ودوره البطولي، خاصة بعد أن ساهم في عودة الفراعنة إلى المسابقات العالمية بعد إصابة تعرّض لها في نهائي دوري الأبطال.
تراثه وتأثيره على الكرة الإنجليزية
بصفته أيقونة الكرة المصرية والإفريقية، يُعتبر صلاح نموذجًا للإصرار والتفوّق. موسمه الحالي يُعتبر تذكيرًا بإنجازاته السابقة، مثل هدفه في مرمى الكونغو عام 2018، رغم الإصابة التي منعته من إذاعة موهبته في النهائي. أهدافه في مرمى روسيا والسعودية تُظهر مرونته وقوته في المواجهات الكبرى.
ختامًا: رجل يصنع التاريخ
موسم صلاح يُعد مثالًا للإتقان، حيث تحوّل إلى رمز للتفوّق في عالم كرة القدم. من أنفيلد إلى ملعب الجيش، تُظهر مساهماته أن القوة والريادة تُقاس بالإنجازات، وليس بالوقت فقط. هذا الموسم يُعتبر إضافة جديدة إلى مسيرته التي لا تزال تكتب أسطورة.