في تطور مذهل يهز عالم التقنية بالمملكة، يجتمع 600 عقل شاب في مكان واحد لمدة 72 ساعة فقط في أكبر تجمع تقني شبابي شهدته منطقة عسير على الإطلاق. هذا ليس مجرد حدث عادي، بل ثورة حقيقية تعيد تشكيل مستقبل التقنية في المنطقة الجنوبية. ثلاثة أيام فقط تفصل بين فكرة في رأس شاب وبين مشروع قد يحقق الملايين – والعد التنازلي بدأ!
خميس مشيط تشهد الآن سباقاً محموماً ضد الزمن، حيث يتنافس 600 مشارك من 26 منشأة تدريبية في “هاكثون رواد التقنية” الذي انطلق تحت رعاية رسمية رفيعة المستوى. الإثارة تملأ قاعات الكلية التقنية، والطموحات تتحول لخطط عملية قابلة للتنفيذ. 18 ورشة تأهيلية كُثفت في شهر واحد – كثافة تدريبية تعادل فصلاً دراسياً كاملاً مضغوطاً في أسابيع قليلة. سارة الأحمري، 22 سنة، تروي بحماس: “كنت أعمل في وظيفة تقليدية براتب 4000 ريال، والآن أطور تطبيقاً قد يغير حياتي تماماً خلال هذه الأيام الثلاثة.”
قد يعجبك أيضا :
يأتي هذا الحدث الاستثنائي ضمن توجه المملكة الطموح لبناء اقتصاد معرفي يعتمد على الابتكار والتقنية، على غرار نجاحات وادي السيليكون في أمريكا ومراكز التقنية في دبي. التحول الرقمي العالمي والحاجة المتزايدة لحلول محلية تواكب تطلعات الشباب السعودي دفعا لإطلاق هذه المبادرة الرائدة. د. أحمد آل مريع، مدير عام الإدارة، يؤكد: “نحن نشهد ميلاد جيل جديد من رواد التقنية السعوديين قادر على منافسة أقرانه عالمياً.” المحللون يتوقعون ظهور 5 إلى 10 مشاريع واعدة قابلة للاستثمار من هذا التجمع الاستثنائي.
التطبيقات المطورة خلال هذه الأيام الثلاثة ستحل مشاكل يومية حقيقية يواجهها سكان المنطقة في التسوق والمواصلات والخدمات الحكومية. محمد القحطاني، 25 سنة، مثال حي على النجاح – خريج سابق حوّل فكرة من هاكثون مماثل إلى شركة ناشئة تُقدر اليوم بـ 50 مليون ريال. الفرصة متاحة الآن للمستثمرين للدخول مبكراً في مشاريع واعدة بتكلفة منخفضة، فيما خلال 6 أشهر فقط قد نشهد إطلاق أولى الشركات الناشئة من خريجي هذا الهاكثون. أحمد الغامدي، والد أحد المشاركين، يعبر عن دهشته: “لم أصدق أن ابني طور تطبيقاً متكاملاً خلال يومين فقط!”
قد يعجبك أيضا :
600 شاب، 26 منشأة، 3 أيام، وحلم واحد: تغيير المستقبل التقني للمنطقة الجنوبية. مع انتهاء اليوم الأول بحضور لافت وإقبال استثنائي، تتزايد التوقعات حول إمكانية تحول منطقة عسير للمحطة التالية على خريطة الابتكار التقني العربية. السؤال الآن ليس ما إذا كان هذا الجيل سيغير المستقبل، بل متى سيحدث ذلك بالضبط؟
