في مشهد لا يُصدق هز عرش الكرة العربية، انتهت الملحمة المرتقبة بين المملكة العربية السعودية والمغرب بالتعادل السلبي 0-0، ليحقق كلا المنتخبين أهدافهم في مفارقة صادمة نادراً ما نشهدها في تاريخ الكرة. الأخضر السعودي يحافظ على عرش المجموعة الثانية بـ7 نقاط، بينما أسود الأطلس المغربية تنتزع بطاقة التأهل كوصيف بـ5 نقاط. لكن السؤال المحوري يبقى معلقاً: هل هذا الحذر التكتيكي نعمة أم لعنة قبل مواجهة العمالقة في ربع النهائي؟
في أجواء كهربائية على ملعب لوسيل الأسطوري، تحولت المباراة إلى حرب أعصاب أكثر منها عرض كروي، حيث سيطرت الحسابات التكتيكية على الرغبة في الإبداع. هيرفي رينارد، المدرب الفرنسي للأخضر، نجح في قيادة فريقه للحفاظ على الصدارة دون مخاطرة، بينما طارق السكتيوي حقق هدفه بانتزاع التأهل رغم غياب نجمه عبدالرزاق حمدالله بالإيقاف. خالد العتيبي، مشجع سعودي من الرياض، يروي لحظات التوتر: “كنت أرتجف خوفاً من فقدان الصدارة، لكن الحمد لله حققنا المطلوب.” الإحصائية الأبرز: سالم الدوسري يحطم الأرقام كأول لاعب سعودي يسجل في 5 بطولات كبرى، رقم تاريخي لم يحققه أحد من قبل!
قد يعجبك أيضا :
يأتي هذا التعادل في سياق استعدادات محمومة لكأس العالم 2026، حيث تمثل كأس العرب المحطة الحيوية لاختبار الجاهزية الفنية والنفسية. الخبراء يقارنون المشهد بتعادلات تاريخية حاسمة مثل إيطاليا والسويد في تصفيات المونديال، حيث قتل الحذر الإبداع. د. عمر الهاشمي، المحلل الرياضي، كان قد توقع هذا السيناريو قائلاً: “الحذر سيطر على الفريقين، والنتيجة كانت متوقعة.” مراد بودريقة، الخبير الكروي المغربي، أكد أن غياب حمدالله أثر كثيراً على الخطط الهجومية: “فقدنا 40% من قوتنا النارية.”
في المقاهي الشعبية من الرياض إلى الدار البيضاء، اشتعلت النقاشات حول “الكرة الجميلة مقابل النتائج”. أحمد السالمي، مشجع سعودي حضر المباراة، وصف الأجواء: “كانت كهربائية رغم عدم وجود أهداف، التوتر كان يقطّع الأنفاس.” الجماهير المغربية تنفست الصعداء بعد ضمان التأهل، لكن الإحباط من مستوى العرض واضح. ربع النهائي المرتقب قد يشهد انفتاحاً أكبر مع ضغط الخروج من البطولة، خاصة أن كلا المنتخبين سيواجه تحدياً أفريقياً قوياً. فرصة ذهبية لإثبات أن الكرة العربية قادرة على المنافسة عالمياً، لكن التحدي الأكبر هو كسر قيود الخوف وإطلاق الإبداع الكامن.
قد يعجبك أيضا :
في النهاية، حقق كلا المنتخبين التأهل المستحق، لكن الأداء يحتاج مراجعة جذرية قبل المواجهات النارية القادمة. ربع النهائي سيكشف الوجه الحقيقي للطموحات العربية في عصر جديد من كرة القدم. على المدربين رينارد والسكتيوي كسر أغلال الحذر المفرط وإطلاق العنان للمواهب الحقيقية في فرقهما. السؤال الذي سيؤرق الملايين: هل سيتذكر التاريخ هذا التعادل كبداية الصحوة الكروية العربية، أم كنهاية حلم جيل كامل؟
