في تطور صادم هز أروقة السياسة الدولية، كشف الرئيس اليمني رشاد العليمي عن تهديد حقيقي لتفكيك 60% من الموارد النفطية اليمنية خلال ساعات قليلة، في أكبر أزمة انفصالية تشهدها البلاد منذ توقيع اتفاق الرياض. في اجتماع طارئ استثنائي ضم سفراء 7 دول كبرى بالعاصمة السعودية، وجه العليمي نداء استغاثة صريحاً للمجتمع الدولي لمنع كارثة وطنية قد تشل اليمن اقتصادياً وتدفع بمئات الآلاف من الموظفين إلى الشارع دون رواتب.
تفاصيل مرعبة كشفها الرئيس العليمي في القاعة المغلقة بالرياض، حيث أوضح أن المجلس الانتقالي الجنوبي اتخذ إجراءات أحادية صادمة في محافظتي حضرموت والمهرة تمثل “خرقاً صريحاً لمرجعيات المرحلة الانتقالية”. أحمد المحضار، موظف حكومي وأب لثلاثة أطفال من حضرموت، يصف الرعب الذي يعيشه: “نخشى ألا نستلم رواتبنا لثلاثة أشهر متتالية، أطفالي يسألونني عن المستقبل وأنا لا أملك إجابة”. الخبير الاقتصادي د. عبدالله الصراري يحذر: “إذا فقدت الحكومة السيطرة على هاتين المحافظتين، فإن اليمن مقبل على انهيار اقتصادي مشابه لما حدث في لبنان”.
قد يعجبك أيضا :
الوضع الحالي يذكرنا بمأساة تفكك الاتحاد السوفيتي، حيث أدت النزاعات الداخلية لانهيار دولة عظمى خلال أشهر قليلة. خلفية هذه الأزمة تعود لصراع مستمر منذ 8 سنوات بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، لكن التصعيد الحالي هو الأخطر على الإطلاق. محافظة حضرموت وحدها، التي تزيد مساحتها عن فرنسا، تحتوي على منشآت نفطية حيوية لاقتصاد اليمن. فاطمة العلوي من المهرة تصف الخوف الذي يسيطر على الأهالي: “كنا نعيش في هدوء نسبي، لكن الآن نسمع أصوات الطائرات العسكرية تحوم فوق المنشآت النفطية، والناس تتحدث بقلق عن عودة الاضطرابات”.
قد يعجبك أيضا :
التأثير على الحياة اليومية للمواطنين سيكون كارثياً ومدمراً، حيث تحذر التقارير من انقطاع رواتب مئات الآلاف من الموظفين الحكوميين، ونقص حاد في الوقود لمحطات الكهرباء، وتدهور خطير في الخدمات الطبية والتعليمية. كمريض يعاني من جلطة، اليمن يحتاج تدخلاً سريعاً لمنع الشلل التام. السيناريو الأسوأ يشير إلى تقسيم فعلي للبلاد مع سيطرة المجلس الانتقالي على المحافظات الشرقية نهائياً، مما قد يؤدي لموجة لاجئين جديدة وانهيار كامل لثقة المانحين الدوليين. العليمي شدد على أن “الشراكة مع المجتمع الدولي ليست مساعدات فقط، بل مسؤولية مشتركة في حماية فكرة الدولة”، مطالباً بموقف دولي موحد لرفض الإجراءات الأحادية.
قد يعجبك أيضا :
في خضم هذه الأزمة المصيرية، أشاد العليمي بالدور السعودي المسؤول في رعاية جهود التهدئة، بينما جدد سفراء الدول الراعية التزامهم الكامل بدعم الحكومة الشرعية ووحدة اليمن. اليمن الآن على مفترق طرق حاسم بين الوحدة والانقسام، والقرار الأخير في يد المجتمع الدولي الذي يواجه اختباراً حقيقياً لمصداقيته. السؤال المحوري الآن: هل ستنجح الجهود الدولية العاجلة في منع تفكك آخر دولة عربية، أم أن اليمن مقبل على مصير مأساوي مشابه للسودان؟
