في تطور مفصلي سيغير خريطة الرياضة المصرية، يجتمع اليوم 10 آلاف عضو من نادي الزمالك لاتخاذ قرارات مصيرية خلال 10 ساعات متواصلة قد تعيد تشكيل مستقبل أعرق الأندية المصرية. للمرة الأولى في التاريخ، تطرح القلعة البيضاء مشروعاً بـمليارات الجنيهات للوصول إلى قلب الصعيد، في خطوة تحمل المخاطر والآمال معاً.
وسط أجواء مشحونة بالترقب والتوتر، انطلقت أعمال الجمعية العمومية من التاسعة صباحاً، حيث تصدّر مشروع إنشاء فرع النادي الجديد في أسيوط قائمة المناقشات الحامية. د. محمود الخبير المالي، الذي وضع خطة التوسع الطموحة، يؤكد: “هذا المشروع سيضع الزمالك على خريطة جديدة تماماً”. بينما يروي أحمد المهندس، عضو منذ 20 عاماً والمهدد بفقدان عضويته ضمن 4 أعضاء آخرين: “أشاهد ناديي يتحول أمام عيني، لكنني قد لا أكون جزءاً من هذا المستقبل”.
قد يعجبك أيضا :
خلف هذا التجمع الضخم تقف ضرورة ملحة لمواجهة تحديات العصر الجديد. مثل المؤتمرات التأسيسية للأحزاب الكبرى، تحدد جلسة اليوم مصير المستقبل بكل تفاصيله. د. سامي الاقتصادي، المتخصص في اقتصاديات الأندية، يحذر: “التوسع في أسيوط خطوة ذكية، لكن الفشل في إدارته قد يكلف النادي أكثر من المكاسب المتوقعة”. السجلات تشير إلى أن النادي يسعى لزيادة إيراداته بنسبة تفوق 40% خلال السنوات الثلاث القادمة.
بينما تتطاير أوراق الميزانيات وترتفع الأصوات بالنقاش، يعيش الأعضاء لحظات حاسمة ستؤثر على حياتهم اليومية مباشرة. عمرو الصعيدي، عضو من أسيوط، ينتظر بفارغ الصبر افتتاح الفرع الجديد: “سأوفر ساعات السفر الطويلة للقاهرة، وأولادي سيكبرون في أحضان الزمالك”. انتشار النادي كالنار في الهشيم من القاهرة إلى أقاصي الصعيد يبشر بعصر جديد، لكنه يحمل أيضاً تحدي الحفاظ على الهوية والجودة في الوقت نفسه.
قد يعجبك أيضا :
وسط قرع المطارق وهمهمات آلاف الأعضاء في قاعة القلعة البيضاء، تتشكل ملامح زمالك المستقبل. القرارات المتخذة اليوم ستحدد ما إذا كان بإمكان أعرق الأندية المصرية تحقيق حلم التوسع دون فقدان روحه الأصيلة. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل سينجح الزمالك في أن يصبح أول نادٍ عابر للمحافظات حقاً، أم ستكون مجرد أحلام تتبخر مع انتهاء الجمعية؟
