في تطور صادم يعيد الأمل إلى قلوب الملايين، سجلت المنافذ اليمنية رقماً قياسياً مذهلاً بحركة سفر وصلت إلى 2688 مسافراً في يوم واحد – رقم لم تشهده البلاد منذ بداية الصراع قبل عقد كامل. هذا الانتعاش المفاجئ يطرح سؤالاً حاسماً: هل نشهد بداية نهضة حقيقية أم مجرد ومضة أمل في ليل طويل؟
في تفاصيل مثيرة للإعجاب، استقبلت المنافذ اليمنية 1283 وافداً بينما ودعت 1405 مغادرين، مما يكشف عن حركة ديناميكية لم نعهدها منذ سنوات. منفذ شحن الحدودي احتل الصدارة باستقبال 593 وافداً – أي ما يعادل 46% من إجمالي الواصلين، بينما حافظ مطار عدن الدولي على مكانته كبوابة المغادرة الرئيسية بـ602 مسافراً. “هذه الأرقام تبشر بعودة اليمن إلى الخريطة الإقليمية”، يؤكد مسؤول بالطيران المدني، بينما تروي فاطمة المهري، مديرة شركة سياحة: “شهدنا انتعاشاً مفاجئاً في حجوزات السفر لم نتوقعه.”
قد يعجبك أيضا :
هذا الارتفاع الاستثنائي يأتي بعد سنوات من العزلة والقيود التي فرضها الصراع المستمر منذ 2014، عندما كانت اليمن وجهة سياحية وتجارية مزدهرة. العوامل وراء هذا التحسن متعددة: استقرار نسبي في الأوضاع الأمنية، جهود دولية مكثفة لفتح المنافذ، وعودة تدريجية للثقة في قطاع النقل اليمني. مثل عودة الروح لجسد كان في غيبوبة طويلة، يصف د. عبدالله النعماني، خبير الطيران المدني، هذا التطور، مضيفاً: “إذا استمر هذا التحسن، قد نشهد عودة كاملة للحركة الطبيعية خلال عامين.”
التأثير على الحياة اليومية للمواطنين بدا واضحاً في كل زاوية: عائلات تجتمع بعد فراق طويل، تجار يعاودون رحلاتهم التجارية، وأصوات الإعلانات تملأ المطارات من جديد. أحمد الحضرمي، الذي كان عالقاً في السعودية لثلاث سنوات، يصف لحظة عودته: “لأول مرة منذ سنوات شعرت بالحيوية في المطار… كان الأمر أشبه بالحلم.” هذا النشاط المتزايد يفتح فرصاً ذهبية للاستثمار في قطاعي السياحة والخدمات، لكنه يثير تحديات حول قدرة البنية التحتية على استيعاب هذا النمو المتسارع.
قد يعجبك أيضا :
بينما تشير الأرقام إلى غالبية عربية بنسبة 75% من المسافرين، وتوزع متفاوت عبر المنافذ يعكس التنوع الجغرافي لليمن، يبقى السؤال الأهم: هل ستستطيع اليمن الحفاظ على هذا الزخم وتحويله إلى نهضة حقيقية؟ على المسؤولين الآن تطوير البنية التحتية وتعزيز الخدمات لضمان استمرارية هذا النمو الواعد. الجواب سيكتبه الزمن، لكن بوادر الأمل بدأت تلوح في الأفق.
