في تطور صادم يهز أركان الاقتصاد اليمني، سجل الريال اليمني انهياراً تاريخياً مع فجوة مرعبة تصل إلى 305% بين أسعار الصرف في صنعاء وعدن. 1,094 ريال! هذا ما يحتاجه مواطن في عدن لشراء دولار واحد مقارنة بمواطن في صنعاء، في مشهد غير مسبوق لعملة واحدة داخل البلد الواحد. الخبراء يحذرون: كل ساعة تأخير في التصرف تعني خسارة المزيد من قيمة مدخراتك.
تفاصيل الكارثة تكشف أرقاماً مذهلة: الدولار الأمريكي يُباع في عدن بـ 1640 ريالاً مقابل 536 ريالاً فقط في صنعاء، بينما الريال السعودي قفز إلى 430 ريالاً في عدن مقابل 140 ريالاً في صنعاء. أحمد الحضرمي، موظف حكومي في عدن، يروي مأساته: “راتبي الشهري 200 دولار أصبح يساوي أقل من 120 دولار عند تحويله في صنعاء… أشاهد مدخرات سنوات تتبخر أمام عيني.” في أسواق الصرافة، تتراكم كومات من الأوراق النقدية البالية، والمواطنون يحتاجون حقائب لحمل النقود المطلوبة لشراء دولار واحد.
قد يعجبك أيضا :
جذور هذا الانهيار المدمر تعود إلى انقسام السلطة النقدية بين حكومتي صنعاء وعدن، مع توقف كامل لإنتاج النفط والغاز وانهيار الاحتياطيات من العملة الصعبة. د. محمد الأهدل، الخبير الاقتصادي اليمني، يؤكد: “هذه الفجوة تعكس انهياراً كاملاً لوحدة النظام النقدي اليمني، والوضع أسوأ من انهيار الليرة اللبنانية عام 2020 لكن بوحشية مضاعفة.” المشهد يشبه انهيار العملة في فنزويلا وزيمبابوي، لكن بظروف أكثر تعقيداً بسبب الانقسام الجغرافي والسياسي. الخبراء يحذرون من انهيار كامل للنظام المصرفي خلال 6 أشهر إذا استمر الوضع على هذا المنوال.
التأثير على الحياة اليومية كارثي بكل المقاييس: المواطن في عدن يحتاج الآن حقيبة من النقود لشراء احتياجاته الأساسية، بينما أسعار المواد الغذائية والأدوية تتضاعف يومياً. فاطمة المحويتي، ربة منزل في صنعاء، نجحت بذكاء في استغلال فارق الأسعار: “أرسل أموالي لأقاربي في عدن ويحولونها لي بالسعر المحلي، هكذا ضاعفت دخل أسرتي.” لكن هذا الحل متاح للقلة فقط. سالم التاجر في سوق الطلح بعدن يصف المشهد: “أرى الناس تبكي عندما تعرف سعر الصرف الحقيقي… صوت عد الأوراق النقدية البالية لا يتوقف، والرائحة النتنة للنقود المهترئة تملأ المكان.”
قد يعجبك أيضا :
الخبراء يتوقعون سيناريوهات مرعبة: هجرة جماعية جديدة من اليمن، تقسيم اقتصادي دائم للبلاد، واعتماد كامل على العملات الأجنبية. النصيحة الذهبية للمواطنين: تنويع العملات المحفوظة فوراً، وتجنب الاحتفاظ بالريال لفترات طويلة. السؤال المحوري الآن: هل سيصمد الريال اليمني أم أننا أمام نهاية مأساوية لعملة وطنية عمرها عقود؟ الوقت ينفد بسرعة، والقرارات الحاسمة مطلوبة خلال الساعات القادمة قبل أن تصبح الكارثة أكبر من أي حل.
