أغلق

عاجل.. خطر صامت يهدد الطب الحديث

عاجل.. خطر صامت يهدد الطب الحديث

تواجه المنظومة الصحية حول العالم تحديًا خطيرًا يُعرف بـ مقاومة المضادات الحيوية، وهو مصطلح يشير إلى قدرة الميكروبات—وخاصة البكتيريا—على النجاة من تأثير الأدوية المصممة لقتلها. ومع تزايد الاستخدام الخاطئ للمضادات، أصبح هذا الخطر أقرب إلينا من أي وقت مضى، سواء في المستشفيات أو العيادات أو حتى في تربية الحيوانات.

أزمة عالمية تتفاقم

تحذّر المنظمات الصحية الدولية من أن مقاومة المضادات الحيوية تتطور بسرعة تفوق قدرة العلماء على ابتكار أدوية جديدة. 

وتُظهر التقارير أن بعض الأمراض التي كان علاجها بسيطًا منذ سنوات أصبحت اليوم أكثر تعقيدًا، بل وقد تصبح غير قابلة للعلاج مستقبلًا إذا استمرت الظاهرة في التصاعد.

كيف تنتشر مقاومة المضادات الحيوية؟

تبدأ الأزمة غالبًا من الاستخدام الخاطئ أو المفرط للمضادات الحيوية، مثل:

تناول مضاد حيوي دون وصفة طبية.

عدم استكمال الجرعة المقررة.

استخدام مضادات ليست مناسبة لنوع البكتيريا.

الإفراط في استخدامها في تربية الحيوانات والدواجن.

هذه الأخطاء تمنح البكتيريا فرصة للتكيف، ومع الوقت تظهر ما يُعرف بـ البكتيريا الخارقة، وهي سلالات لا تتأثر بمعظم الأدوية المتاحة.

تأثير مقاومة المضادات الحيوية على الطب البيطري

في المجال البيطري، يتضاعف الخطر مع استخدام المضادات كوسيلة وقائية أو لزيادة الإنتاج. هذا الاستخدام قد يؤدي إلى:

ظهور سلالات مقاومة في الحيوانات.

انتقال البكتيريا إلى الإنسان عبر الغذاء أو البيئة.

فقدان فعالية الأدوية البيطرية المتاحة وضعف السيطرة على الأمراض.

ويؤكد خبراء الطب البيطري أن مواجهة الأزمة تبدأ من الالتزام بالاستخدام الرشيد للأدوية داخل المزارع والعيادات.

انعكاسات صحية واقتصادية

تسبب مقاومة المضادات:

ارتفاع معدلات الوفيات بسبب فشل العلاج.

زيادة مدة الإقامة في المستشفيات.

خسائر اقتصادية ضخمة نتيجة تكلفة العلاج ورفض الصادرات الغذائية الملوثة بالبكتيريا المقاومة.

وتشير الدراسات إلى أن استمرار الوضع الحالي قد يجعل بعض العمليات الجراحية والعلاجات مثل زراعة الأعضاء أكثر خطورة بسبب صعوبة السيطرة على العدوى.

كيف نواجه خطر مقاومة المضادات الحيوية؟

للحد من انتشار مقاومة المضادات الحيوية، يجب اتباع عدة خطوات أساسية:

1. عدم تناول أي مضاد حيوي إلا بوصفة طبية.

2. الالتزام بجرعات العلاج حتى نهايتها.

3. منع بيع المضادات بدون وصفة.

4. تحسين ممارسات التربية الحيوانية وتقليل الاستخدام الوقائي للمضادات.

5. التوعية العامة بخطورة سوء استخدام الأدوية.

كما تلعب حملات “الصحة الواحدة” دورًا مهمًا في ربط صحة الإنسان بالحيوان والبيئة لمواجهة المشكلة بشكل شامل.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *