في تطور صادم هز الأوساط المقيمة في المملكة، أعلنت الحكومة السعودية رسمياً عن حزمة تيسيرات ثورية تسمح بالحصول على إقامة دائمة بـ 4000 ريال فقط – رقم يقل عن تكلفة سيارة مستعملة! هذا القرار التاريخي جاء بعد 8 سنوات من الارتفاع المتواصل في رسوم المرافقين التي قفزت كالصاروخ من 100 إلى 500 ريال شهرياً، مما يضع ملايين العائلات أمام معادلة صعبة بين الاستقرار والعبء المالي.
د.فاطمة الهندية، طبيبة مقيمة في الرياض منذ 12 عاماً، تروي لحظة سماعها للقرار: “لم أصدق الخبر في البداية.. 4000 ريال للاستقرار الدائم؟ هذا يعني نهاية القلق من التجديد السنوي وإمكانية التخطيط الحقيقي للمستقبل”. لكن أحمد المصري، عامل مقاولات ووالد لطفلين، يواجه تحدياً مختلفاً: 57,600 ريال سنوياً لإحضار أسرته الصغيرة – مبلغ يفوق راتبه لعدة أشهر. النظام الجديد يفتح باب الأمل للبعض بينما يغلق أبواب اليقين أمام آخرين.
قد يعجبك أيضا :
هذا التحول الجذري لم يأت من فراغ، بل كجزء من رؤية 2030 الطموحة لإعادة هيكلة سوق العمل السعودي. منذ عام 2017، شهدت رسوم المرافقين زيادة متدرجة هدفت لتنظيم التركيبة السكانية، لكنها خلقت ضغوطاً هائلة على العائلات الوافدة. د.سعد الاقتصادي، خبير شؤون العمالة، يؤكد: “هذه الخطوة تشبه برامج الإقامة الذهبية في الإمارات، وستجذب الكفاءات المتخصصة التي تبحث عن الاستقرار طويل المدى”. المقارنة واضحة: بينما كانت الإقامة المميزة الدائمة تكلف 800 ألف ريال، تصبح الآن في متناول الطبقة الوسطى.
على أرض الواقع، تعيش ملايين الأسر لحظات مصيرية. خالد الفلبيني، سائق خاص يعمل منذ 15 عاماً، يقضي ساعات أمام شاشة هاتفه محاولاً حساب التكاليف: “أخيراً سأتمكن من النوم مطمئناً دون القلق من انتهاء الإقامة”. لكن في المقابل، تواجه العائلات الكبيرة معضلة حقيقية – أسرة من 5 أفراد ستدفع 28,800 ريال سنوياً لرسوم المرافقين فقط، مما يجبر البعض على اتخاذ قرارات مؤلمة بشأن من يبقى ومن يرحل.
قد يعجبك أيضا :
السعودية تقدم اليوم فرصة ذهبية للاستقرار الدائم، لكنها تطرح تحديات جديدة في نفس الوقت. منصة أبشر تستقبل آلاف الطلبات يومياً، والوقت ثمين لمن يريد تسوية وضعه قانونياً. السؤال المحوري الآن: هل ستكون من المحظوظين الذين يحصلون على الاستقرار الدائم بـ 4000 ريال، أم ستبقى في دوامة التجديد السنوي ورسوم المرافقين المتصاعدة؟ القرار في يدك، والوقت لا ينتظر أحداً.
