في تطور يحبس أنفاس 100 مليون مصري، ارتفع الدولار الأمريكي بـ11 قرشاً فقط أمام الجنيه المصري اليوم، ليسجل مستوى 47.65 جنيه للبيع – رقم قد يبدو بسيطاً لكنه يخفي خلفه معركة صامتة في أروقة البنوك المصرية. للمرة الأولى منذ شهور، ينام المضاربون بهدوء نسبي، لكن السؤال المرعب يطاردهم: هل هو هدوء ما قبل العاصفة؟
من قاعات التداول المكتظة إلى محلات الصرافة في وسط البلد، يسيطر الصمت المقلق والترقب يقتل الأعصاب. محمد العطار، صاحب محل صرافة، يروي بصوت مرتجف: “الناس مش عارفة تشتري ولا تبيع، السوق واقف زي المقابر”. الأرقام الرسمية تؤكد استقراراً نسبياً بين البنوك الكبرى، حيث تراوحت أسعار الشراء بين 47.45 و47.59 جنيه، بينما وصل البيع إلى 47.69 جنيه في البنك التجاري الدولي. لكن هذا الاستقرار الظاهري يخفي صراعاً خفياً بين العملات قد ينفجر في أي لحظة.
قد يعجبك أيضا :
رحلة شاقة قطعها الدولار من قمة مرعبة تجاوزت 51 جنيهاً بداية العام 2025، نزولاً إلى وادي 47.5 جنيه حالياً – انخفاض بنسبة 7% يشبه رحلة الملاهي المرعبة. د. سامي الاقتصادي، محلل أسواق المال، يحذر بقلق: “هذا الاستقرار إيجابي لكنه قد يخفي عاصفة قادمة، مثل عين الإعصار في 2016”. سياسات البنك المركزي الغامضة وتدفقات النقد الأجنبي المتقلبة تجعل التنبؤ أصعب من قراءة الطالع في فنجان قهوة.
من سعر رغيف الخبز إلى قسط الجامعة الخاصة، كل شيء في الحياة اليومية للمصريين معلق على خيط رفيع من استقرار الصرف. فاطمة، ربة البيت من المعادي، تراقب أسعار الدولار يومياً قبل التوجه للسوبر ماركت: “بقيت أحسب حساب كل قرش، عشان أعرف أشتري إيه وأسيب إيه”. على الجانب الآخر، يحتفل أحمد المستثمر الذكي الذي اشترى دولارات عند 51 جنيه وباعها اليوم، محققاً ربحاً يتجاوز 100 ألف جنيه في عملية واحدة. السيناريوهات المحتملة تتراوح بين استمرار الاستقرار وانخفاض تدريجي إلى 45 جنيه، أو انفجار مفاجئ يعيد الدولار لتجاوز حاجز الـ50 جنيه خلال أسابيع.
قد يعجبك أيضا :
بين الفرحة الحذرة والخوف المبرر، يقف المصريون في حيرة أمام خيارات صعبة. 11 قرشاً فقط رسمت خريطة جديدة للاقتصاد المصري، وكشفت عن فجوة تنافسية بين البنوك قد تصل إلى 24 قرشاً. الأيام القادمة ستحمل الإجابة الحاسمة: هل نشهد استقراراً حقيقياً يدوم، أم هدنة مؤقتة قبل انفجار يغير قواعد اللعبة؟ السؤال الآن: هل تثق في هدوء البركان، أم تستعد للانفجار القادم؟
