في تطور استثنائي يكسر كل التقاليد، تستعد السفارة اليمنية لنقل خدماتها القنصلية مباشرة إلى أبناء الجالية في حائل والقصيم خلال 72 ساعة فقط، في مبادرة ثورية توفر على آلاف المواطنين مشقة السفر 1200 كيلومتر وتكلفة تصل إلى 3000 ريال للعائلة الواحدة. هذه فرصة ذهبية لن تتكرر قريباً – ثلاثة أيام فقط لإنجاز ما كان يتطلب أسابيع من التخطيط والمعاناة.
يبدأ فريق الخدمات القنصلية المتخصص رحلته التاريخية يوم الخميس 18 ديسمبر في حائل بمقر شقق جبلة على الدائري، حيث سيعمل خلال فترتين صباحية ومسائية لاستقبال أكبر عدد من المراجعين. “تسهيل وتيسير المعاملات القنصلية لأبناء الجالية” كما أعلنت السفارة رسمياً، ينهي معاناة أبو محمد الحضرمي، العامل في أحد مصانع حائل، الذي اضطر الشهر الماضي لأخذ إجازة أسبوع كامل والسفر للرياض لتجديد جواز سفره. “لم أتخيل أن الخدمة ستأتي إلينا يوماً ما” يقول أبو محمد وهو يرتب أوراقه للاستفادة من هذه الفرصة النادرة.
قد يعجبك أيضا :
تنتقل القافلة القنصلية بعدها إلى القصيم يوم الجمعة 19 ديسمبر، حيث ستحط رحالها في شالية الردف ببريدة بالقرب من استراحة تياسير جنوب المضمار، لتستمر في تقديم خدماتها بعد صلاة العصر. هذه المبادرة الجريئة تذكرنا بقوافل التجار القديمة التي كانت تنقل البضائع للأسواق النائية، لكن هذه المرة تنقل السفارة خدماتها الثمينة للجاليات المحتاجة. يؤكد د. عبدالله الشاعر، خبير شؤون الجاليات: “هذا نموذج حضاري في تقديم الخدمات القنصلية يجب أن يُحتذى به في جميع أنحاء العالم”.
وتختتم هذه الماراثون الخدمي يوم السبت 20 ديسمبر بفترة صباحية مكثفة، تاركة وراءها مئات المعاملات المُنجزة وآلاف الابتسامات المرتسمة على وجوه المواطنين. فاطمة أحمد، ربة المنزل من القصيم، تحكي بامتنان: “كنت أحتاج لتجديد وثائق أطفالي الثلاثة، وكانت تكلفة السفر للرياض مع الإقامة ستكلفني أكثر من راتب زوجي الشهري”. هذا التحول الجذري في تقديم الخدمات القنصلية يعد بتحسين جذري في العلاقة بين الجالية والسفارة، مما يفتح الباب أمام تعميم هذه التجربة على مناطق أخرى في المملكة.
قد يعجبك أيضا :
في ظل هذا الزخم الاستثنائي، يبقى السؤال الحاسم: هل ستكون من المحظوظين الذين سيوفرون آلاف الريالات والكثير من العناء، أم ستفوت عليك هذه الفرصة الذهبية؟ المبادرة فوراً للتواصل مع السفارة وحجز موعدك، فالوقت ينفد والمقاعد محدودة في هذه الرحلة التاريخية نحو المستقبل.
